للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملتو في جبال البرانس إذ انقض حشد من الباشقنس من شعاب الجبال على قوة رولان الصغيرة. ويرجوه صديقه ألفييه أن ينفخ في بوقه الكبير ليستنجد بشارلمان، ولكن رولان يأبى أن يطلب النجدة، ويقود هو وألفييه، وتوربين Turpin كبير الأساقفة، جنودهم، ويدافعون عن أنفسهم دفاع المستميت حتى يقتلوا كلهم تقريبا. وينزف الدم من جروح مميتة في رأس ألفييه ويغشى عليه فيظن رولان جندياً من الأعداء ويضربه بسيفه ويشق خوذته من أعلى رأسه إلى موضع أنفه ولكنه ينجو من الموت:

وينظر إليه رولان وهو يضربه،

ويسأله بصوت لينحنون:

"أيها السيد الرفيق، أتفعل هذا بجد؟

إني أنا رولان الذي يحبك أعظم الحب

ولم تطلب إليّ قط النزال"

فيقول ألفييه: "أنا الآن أستمع إلى قولك؛

ولكني لا أراك، رعاك الله وأنجاك!

لقد ضربتك، فاغفرها لي! "

فيجيبه رولان: "لم أصب بسوء

وأعفو عنك لساعتي وأشهد الله. "

فلمّا نطق بهذا انحنى كلاهما لصاحبه

وافترقا متحابين (٢٠).

وينفخ رولان أخيراً في بوقه العاجي، ويواصل النفخ حتى ينبثق الدم من صدغيه، ويسمعه شارلمان فيعود لنجدته و"لحيته البيضاء تطير في الريح". ولكن الطريق طويل و"الجبال شامخة، شاسعة مظلمة، والوديان عميقة، والأنهار سريعة التيار". ورولان في هذه الأثناء حزين مكب على جثة ألفييه