للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورفعت الشعار وكشفت له لخفة

عن كل عضو فيك جميل.

وحدث وقتئذ حادث عجيب،

فقد قام في تلك الساعة سليماً معافى،

وغادر فراشه، وأمسك بيده الصليب،

واتجه مرة أخرى نحو بلاده العزيزة.

يا زهرة الزنبق البيضاء الحلوة،

ما أحلى وقع قدميك!

وما أحلى ضحكك وما أخلى حديثك!

وما أجمل لعبنا معاً!

وما أحلى قبلاتك وما ألين ملمسك!

إن الناس كلهم لابد مولعون بك (٥١).

وفي هذه الأثناء تفتل زهرة الزنبق حبلاً من أغطية فراشها وتنزل به إلى الحديق، وتمسك ذيل ثوبها بكلتا يديها … وانزلقت بخفة فوق الندى المتراكم على الكلأ، وخرجت بهذه الطريقة من الحديقة. وكان شعرها ذهبياً، جعلت منه غدائر حب صغيرة. وعيناها زرقاوين باسمتين، ووجهها جميل يسر المرء أن يراه. لها شفتان أشد حمرة من الوردة أو الكرزة في حر الصيف، وأسنان بيضاء صغيرة، وثديان ناهدان يبدوان تحت ثيابها كأنهما رمانتان. وكانت ذات خصر نحيل تكاد يداك تنطبقان عليه، وكانت الأزهار التي تنكسر تحت قدميها تبدو سوداء أمام باطنهما وبشرتها. ألا ما أنصع بياض تلك الفتاة الحسناء (٥٢).

وتتخذ سمتها إلى نافذة سجن أوكسان ذات القضبان الحديدية وتقص خصلة من شعرها وتلقيها إليه، وتقسم أن حبها لا يقل عن حبه. ويرسل والدها من يبحث له عنها، فتفر إلى الغابات وتعيش مع الرعاة الذين يعرفون قدرها. ويظن