يفسدها بها، وما تحتويه من البحوث الخفية الغامضة حول الثلاثات والتسعات. لهذا كان من الواجب علينا أن نغض الطرف عن هذه العيوب التي هي في الحق عدوى زمانه:
يقول الحب فيها:"كيف يمكن أن يكون الجسم وهو من تراب نقياً هذا النقاء؟ ".
ثم يقسم وهو لا ينفك يحدق فيها:"حقاً إنها لمخلوق من خلق الله لم يعرف من قبل".
إن لها من شحوب الدرة القدر الخليق بالمرأة الجميلة لا أكثر منه ولا أقل ولقد سمت بالقدر الذي يمكن أن تسمو به الطبيعة وإبداع الخالق، بها يقاس الجمال، وكل ما وقعت عليه نظراتها الحلوة.
خرجت منه أرواح الحب ملتهبة. فإذا نظر الناس إلى هذه الأرواح سرت في عيونهم وأصابت سهام تلك العيون شغاف قلوبهم.
وفي بسماتها ترى الحب مجسّماً فلا يستطيع إنسان أن يطيل النظر إليها (١٥) وبعض النثر أبعث على السرور من الشعر:
فإذا ظهرت في مكان ما، خيّل إليّ وأنا أؤمل أن تحييني تحيتها الجميلة، أن لم يبق لي في العالم كله عدو، وغمرني في ذلك الوقت فيض من المحبة لا أشك معه في أنني سأعفو عن كل من أساء إليَّ مهما تكن إساءته … ومشت يجللها التواضع، فلمّا أن غادرت المكان قال كثيرون ممن فيه:"ليست هذه امرأة وإنمّا هي مَلَك جميل هبط من السماء". وإني لأقول بحق إن فيها من الرقة والظرف ما يبعث في نفس كل من ينظرون إليها هدوءاً وسكينة يعجز البيان عن وصفهما (١٦).
وليس في هذا الافتتان، الذي نحسبه متكلفاً، إشارة إلى فكرة زواجه من