بياتريس. ولقد تزوجت بالفعل في عام ١٢٨٩ من سيمون ده باردي Simon de Bardi، وهو عضو في شركة مصرفية كبرى. ولم يهتم دانتي بهذا الحادث العرضي، بل ظل يكتب فيها القصائد دون أن يذكر اسمها، فلمّا ماتت بياتريس بعد عام من زواجها وهي في الرابعة والعشرين من عمرها، رثاها الشاعر بقصيدة هادئة ذكر فيها اسمها لأول مرة، جاء فيها:
صعدت بياتريس إلى السماوات العلي،
إلى الملكوت الذي يتمتع فيه الملائكة بالسلام.
فهي تعيش معهم، وإن فقدها الأصدقاء،
ولم يدفعها إليه زمهرير الشتاء، كما يدفع غيرها من الناس
لا ولا حر الصيف اللافح،
وإنما اندفعت بغير هذا وذاك، بلطفها الكامل،
لأن هالة عظيمة خرجت من نور جبينها الوضّاء،
فأثارت الدهشة في نفس الخلاق الأزلي،
وسرت فيه رغبة حلوة في ذلك الجمال البارع،
فأمرها أن تتوق إليه في علاه،
لأنه رأى إن هذا المكان الممل الخبيث
غير جدير بكل هذا اللطف وتلك الرقة (١٧).
ويصورها في قصيدة أخرى يحيط بها في الجنة من يقدمون لها فروض الولاء، ثم يقول:
وبعد أن كتبت هذه المقطوعة، قدر لي أن أرى رؤيا عجيبة. إذ أبصرت أشياء اعتزمت بعدها ألاّ أقول شيئاً قط عن هذه السيدة المنعمة، إلى أن يحين الوقت الذي أستطيع فيه أن أتحدث عنها حديثاً أجدر بها. وأنا أبذل ما وسعني من جهد لبلوغ هذه الغاية، كما تعرف هي بحق. ومن أجل هذا فإذا أراد الله