باعث الحياة في كل شيء أن يطيل حياتي عدداً قليلاً من السنين، فإني أرجو أن أكتب فيها ما لم يكتب من قبل في أية امرأة سواها؛ فإذا فعلت فقد يرى المنعم المتفضل أن تغادر روحي هذه الأرض لتتملّى بمجد سيدتها، أعني مجد بياتريس السعيدة التي لا تنفك الآن تتطلع إلى وجه الله العلي القدير.
وهكذا، أخذ كما يقول في ختام كتابه الصغير، يتطلع إلى وضع كتاب أكبر منه وأعظم، "وأخذت مقطوعاتي تتابع بلا انقطاع من أول يوم رأيت فيه وجهها في هذه الحياة، حتى رأيت هذه الرؤيا" التي يختتم بها أقوله في الجنة (١٨). وكلما عرفنا إنساناً رسم لنفسه طريقاً واضح المنهج، ولم يحد عنه مهما صادفه من ظروف الدهر وطوارق الحدثان.