للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس معه بأنهم في عالم جديد إلا بعد مائة عام من ذلك الوقت. ويبدو التقدم في التنفيذ الفني أوضح وأكثر جلاء في أعمال اركانيا Arcagna الذي لا يسمو عليه أحد من الفنانين الإيطاليين في العصور الوسطى إلا جيتو وحده. وكان أسمه الأصلي أندريا دي تشيوني Andrea de Cioni، لكن معاصريه المعجبين به سموه أركانيولو Arcagnolo أي الملاك الأعظم، ثم اختصرت الألسنة الكسولة هذا الاسم فجعلته أركانيا. وكثيراً ما يعد هذا الفنان من بين أتباع جيتو، ولكنه كان في الواقع الأمر من تلاميذ المثال أندريا بيزانوا Andrea Pisano. وكان أركانيولا بارعاً في فنون كثيرة شأنه في هذا شأن أعظم العباقرة في عصر النهضة. وهو بوصفه رساماً قد صور لمعبد استرتسي Strozzi في سانتا ماريا نوفلا غطاء ملونا للمحراب مثل عليه المسيح جالساً على عرشه، كما أنشأ أخوه الأكبر ناردو Nardo على الجدران مظلمات واضحة تمثل الجنة والنار (١٣٥٤ - ١٣٥٧)، وخطط بوصفه مهندساً معمارياً التشر تودسا Certoza أو الدير الكرثوذي Carthusian بالقرب من فلورنس، وهو الدير الذي اشتهر بطرقه المسقوفة الجميلة وما احتواه من مقابر أتشيايولي Acciaiuoli) . ونفذ هو ووالده بوصفهما مهندسين ومثالين الهيكل المزخرف في "أورسان متشيلي Or San Micchele في فلورنس. وفي هذا الهيكل صورة للعذراء كان الناس يعتقدون أنها تفعل المعجزات، ولهذا فإنه لما زال وباء الموت الأسود الذي أجتاح أوربا عام ١٣٤٨ بلغت النذور التي قدمها لها الذين نجوا من الوباء من الكثرة درجة اغتنى منها الرهبان القائمون على خدمة البناء، وتقرر بعدئذ ان يضم هذه الصورة ضريح مقام من الرخام والذهب. واختطه تشيوني على شكل كنيسة قوطية مصغرة ذات عمد، وأبراج مستدقة، وتماثيل، ونقوش بارزة، ومعادن ثمينة، وأحجار غالية، فهي والحالة هذه درة من زخرف القرن الرابع عشر. وذاعت بفضلها شهرة أندريا فعين كبير الفنانين في أرفيتو Orvieto واشترك في تخطيط واجهة كنيستها، ثم عاد