وذلك لأن العذراء كانت من الوجهة القانونية كما كانت من الوجهة الدينية ملكة المدينة المتوجة، وكان من حقها أن ترأس اجتماعات الحكومة البلدية. ولم تكن الصورة تقل روعة عن مثيلتها التي رسمها دتشيو لتوضع في الكنيسة قبل خمس سنين من ذلك الوقت. نعم إنها تضارعها في حجمها، أو فيما أثقلت به من الذهب، وهي شبيهة بأختها "ذات الجلال " تكشف عما استمده فن التصوير في سينا من فن بيزنطية، وذلك بما تظهره من جمود وعدم حركة في الملامح، ومن وقوف أشخاص الصورة المزدحمين فيها وقفة خالية من الحياة، ولعلها قد تقدمت على الصورة الأولى في اللون وفي التصميم. ولكن سيمون ذهب في عام ١٢٢٦ إلى أسيسي حيث درس مظلمات جيتو، فلما دعا ليصور في معبد بالكنيسة السفلي حياة القديس مارتن، خرج على الوجوه ذات الطابع الراسخ التي مثلها في صوره السابقة، وصور وجه اسقف تور تصويراً أبرز فيه نزعة انفرادية ذائعة الصيت. والتقى بيترارك في أفنيون ورسم صوراً للشاعر ولورا Laura، ومجد من أجل ذلك الكندسونيير Canzoniére. ويقول فاساري Vasari ان هذه السطور الموجزة "قد أذيعت شهرة سيمون أكثر مما أذاعتها أعماله هو مجتمعة … ذلك أن أعماله سيأتي عليها وقت لا يكون لها فيه وجود، أما ما يكتبه رجل مثل بترارك فسيبقى أبد الدهر "، وذلك تفاؤل لا نجده عند علماء طبقات الأرض أنفسهم. وعين بندكت الثاني عشر سيمون مصوراً رسمياً للبلاط البابوي (١٣٣٩)، وأوضح بحكم منصبه حياة المعمدان في معبد البابا وحياة العذراء والمنقذ على مدخل الكنيسة. ومات في أفنيون عام ١٣٣٤.
وواصل بيترو Pietro وأخوه أمبروجيو Ambrogio ابنا لورندستي Lorenzetti ما حاوله سيمون من إخراج الفن من طابعه الديني إلى طابعه الدنيوي وتوسع فيه. ولعل بيترو قد هجر التقاليد العاطفية المسرفة التي أتسم بها فن التصوير في سينا، وأخرج طائفة من الصور لتزدان بها