(١٠٧٣ - ١٠٨٥) إلى أيام بنيفاس الثامن (١٢٩٤ - ١٣٠٣) لإنشاء دولة عالمية أوربية بإخضاع الملوك للبابوات- كانت هذه الجهود قد أخفقت، وانتصرت القومية على النزعة الاتحادية النظرية، وحتى في إيطاليا نفسها رفضت جمهوريات فلورنس والبندقية، ودول المدن في لمبارديا ومملكة نابلي سيطرة الكنيسة عليها، وأطلت برأسها مرتين جمهورية في روما، وأخذ مغامرون من العسكريين أو السادة الإقطاعيين-من أسر بجليون Baglioni، وبينتيفجل Bentivogli، وملاتيستا Malatestas، ومنفريد Manfredi، واسفورادسا Sforaza، واخذ هؤلاء وأولئك يستبدلون في الولايات البابوية الأخرى (١) عجرفتهم العسكرية بنواب الكنيسة. وكانت البابوية أثناء مقامها في روما تستخدم مكانتها العظيمة التي استحوذت عليها قرونا طوالا، وكانت الأمم قد اعتادت أن تعظمها وتخضع لسلطانها، وتبعث لها بالأموال، أما بابوية يختار لها باستمرار أحبار فرنسيون (١٣٠٥ - ١٣٧٨)، يكادون سجناء عند ملوك فرنسا، ويقرضون هؤلاء الملوك أموالا طائلة ليشنوا بها حروبهم، أما بابوية من هذا الطراز فقد بدت لألمانيا، وبوهيميا، وإيطاليا، وإنجلترا أنها قوة
(١) يكن جمع الولايات البابوات في أقسام أربعة: ١ - لاتيوم وتشمل مدائن تيفولي Tivoli، وتشفيتا كستلانا Civita Castellana، وسبياكو Sabiaco، وفيتيربو Viterbo، وأنانيسى Anagni، , استيا، وروما. ٢ - أمبريا وتضم نارني Narni، وأسبوليتو Spoleto، وأسيسي Assisi، وبتروجيا Perugia، وجيبيو Gobbio. ٣ - ولايات الحدود وتضم أسكواى Ascoli، ولوريتو Loreto، وأنكونا، وسنجليا Senigallia، وأربينو Urbino وكمرينو Camerino، وفبريانو Fabriano، وبيزارو، Pesaro. ٤ - الرومانيا Romagna وتشمل ريمييني، وكازينا Casena، وفورلي Forli وفائتزا Faenaz، ورافنا، وإمولا Imola، ويولوينا، وفرارا.