ودعتها فلورنس إلى أن تكون مع وفدها المرسل إلى جريجوري، فقبلت الدعوة، وسافرت، وانتهزت هذه الفرصة لتندد بأخلاق أفنيون، وبلغ من صرامتها في هذا التنديد أن طالب الكثيرون بالقبض عليها، ولكن جريجوري حين ترامى إليه أن روما تنظم إلى الثورة إذ لم يعجل بالمجيء إليها اقلع من مرسيليا ووصل إلى روما في السابع عشر من يناير سنة ١٣٧٧، وربما كان من اسباب سفره أنه تأثر بدعوة كترين. ولم يرحب بعودته جميع الأهلين لأن نداء فلورنس أثار في هذه المدينة المنحلة ذكريات للجمهورية القديمة، وجاءت النُّذر إلى جريجوري أن حياته غير آمنة في عاصمة العالم المسيحي القديمة. فانتقل منها إلى أناني في شهر مايو.
وكأنه الآن قد خضع آخر الأمر إلى رجاء كثيرين، فتحول من الحرب إلى الدبلوماسية. وأخذ عماله يشجعون الجماهير في المدن على أن يقبلوا حكوماتهم المتمردة. وكانت تلك الجماهير تتوق إلى مصالحة الكنيسة، ووعد جميع المدن التي تعود إلى الولاء له بأن تكون لها حكومة ذاتية تحت رياسة نائب عن البابا تختاره هي بنفسها. وقبلت المدن هذه الشروط واحدة في أثر واحدة، واتفقت فلورنس مع جريجوري في عام ١٣٧٧ على أن يحكم برنابو فيكونتي في النزاع القائم بينهما. وأقنع برنابو البابا بأن يهبه نصف الغرامة التي قد يفرضها على فلورنس، فلما وافق على ذلك أمر المدينة بأن تؤدي للكرسي المقدس غرامة قدرها ٨٠٠. ٠٠٠ فلورين (٢٠. ٠٠٠. ٠٠٠ دولار). ورأت فلورنس أن حلفائها قد تخلوا عنها فخضعت لهذا الأمر وهي كارهة مغضبة، ولكن البابا إربان السادس خفض الغرامة إلى ٢٥٠. ٠٠٠ فلورين.
ولم يعش جريجوري حتى يشهد نصره، فقد عاد إلى روما في السابع