الموجودة في أراضيها، وهدمت مباني محكمة للتفتيش، وأغلقت أبواب المحاكم البابوية، وزجت في السجن، وشنقت في بعض الأحيان، القساوسة المعاندين، وبعثت بنداء إلى أهل روما تدعوهم فيه أن ينضموا إلى الثورة، ويقضوا على جميع ما للكنيسة في إيطاليا من سلطة زمنية. وبينما كانت روما لا تزال تتردد في الأمر، إذ قطع جريجوري لزعمائها وعدا صريحا بان يعيد البابوية إلى روما إذا ظلت موالية له. وقبل أهل روما هذا الوعد واعتصموا بالسلم.
وكان البابا في خلال ذلك قد سير إلى إيطاليا قوة من الجنود البريطانيين المرتزقين الجفاة بقيادة "الكردنال المندوب البابوي ربرت من أهل جنيفا"(٢٢). وخاض ربرت غمار الحرب بوحشية لا يكاد يصدقها عاقل، من ذلك أنه لما استولى على كازينا Casena بعد أن قطع على نفسه عهدا بالعفو عن أهلها قتل بالسيف كل من كان فيها من رجال ونساء وأطفال (٢٣). وكان جون هوكودك يقود جنود المرتزقة في خدمة الكنيسة، فذبح هو الآخر في فائندسا Faenza أربعة آلاف من أهلها لارتيابه في أن البلدة تريد الانضمام إلى الثورة. وارتاعت القديسة كترين السينائية من هذه الأعمال الوحشية، ومن مصادرة الأملاك من الجانبين، ومن انقطاع الخدمات الدينية في جزء كبير من إيطاليا، فكتبت إلى جريجوري تقول:
نعم أن عليك أن تسترد الاملاك التي خسرتها الكنيسة، ولكن عليك أكثر من هذا أن تسترد جميع الخراف التي هي كنز الكنيسة الحقيقي والتي تحل بها الفاقة بحق إذا خسرتها … عليك أن تضرب الناس بسلاح الصلاح، والحب، والسلم، فإذا فعلت كسبت به أكثر مما تكسب بسلاح الحرب. وأنا حين أسال الله عن خير الطرق لنجاتك، وإعادة الكنيسة إلى حالها الأولى، وعودة العالم أجمع، لا أجد جواباً غير كلمة السلم! السلم! فبحق المنقذ المصلوب عد إلى السلم (٣٤)!