للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضرائب باهظة، وآثروا الغطرسة على الكياسة والدهاء. وحدث أن أخذ ابن أخ للمندوب البابوي في بروجيا يطارد امرأة متزوجة مطاردة بلغ من عنفها أن سقطت المرأة من نافذة وقضت نحبها وهي تحاول الفرار منه. ولما جاء وفد إلى المندوب البابوي يطلب إليه عقاب أبن أخيه رد عليه بقوله "علام هذه الجلبة كلها؟ هل تظنون أن الفرنسي خصى؟ " (٢٠) وأثار مندوبو البابا بوسائل كثيرة متنوعة كراهية الشعب إلى حد دفع كثيراً من الولايات إلى الانتفاض عليهم في عام ١٣٧٥ واحدة بعد واحدة. ورفعت القديسة كترين صوتها نائبة عن إيطاليا فألحت على جريجوري أن يعزل أولئك "الرعاة الأشرار الذين يسممون حديقة الكنيسة ويعيثون فيها فسادا" (٢١): وتزعمت فلورنس هذه الحركة وهي التي كانت في العادة حليفة البابوية، ونشرت راية حمراء كتبت عليها بأحرف ذهبية كلمة الحرية، فلم يحل عام ١٣٧٦ حتى لم يبق مواليا للبابا من مدن إيطاليا إلا واحدة بعد أن كان عدد المدن التي تعترف للبابا بزعامته المدنية والروحية أربعا وستين مدينة في عام ١٣٧٥، وخيل إلى العالم أن جميع ما عمله ألبرنوز قد ذهب أدراج الرياح، وأن البابوية قد خسرت مرة أخرى جميع إيطاليا الوسطى:

واتهم جريجوري، بإيعاز الكرادلة الفرنسيين، أهل فلورنس بأنهم يتزعمون الثورة عليه، وأمرهم بالخضوع إلى المندوب البابوي، فلما عصوا امره حرمهم من الدين، ومنع إقامة الخدمات الدينية في مدينتهم، واصدر مرسوماً يعلن فيه أن جميع الفلورنسيين خارجون عن القانون، وأحل لأي إنسان في أي مكان أن يستولي على أملاكهم ويتخذهم أرقاء. وحاق الخطر الانهيار بصرح التجارة والمال الفلورنسي كله، واعتقلت إنجلترا وفرنسا من فورهما من فيهما من الفلورنسيين واستولتا على أملاكهم وكان رد فلورنس على هذا أن صادرت جميع أملاك الكنيسة