للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلورنس بالألوان الممزوجة في الزيت، وخلف لنا وراءه آية واحدة فنية هي صورة امرأة (في متحف برلين) ذات شعر منسدل إلى أعلى، وعينين تنمان عن القلق، وأنف بارز وصدر منتفخ. ويقول فاساري إن دمنيكو علم أندريا دل كستانيو قواعد الفن الجديدة، وكان هو أيضاً وقتئذ يرسم صوراً جدارية في كنيسة سانتا ماريا نوفا. وربما كان تنافسهما قد أفسد ما بينهما من صداقة لأن أندريا كان رجلا عنيدا سريع الانفعال. ويصف لنا فاساري كيف قتل أندريا دمنيكو، ولكن الروايات الأخرى تقول إن دمنيكو عاش بعد موت أندريا أربع سنين. وكان الذي أذاع شهرة أندريا هو صورة جلد المسيح التي رسمها في إحدى بواكي كنيسة سانتا كروتشي حيث أدهشت أفانين المنظور كل من رآها حتى زملاءه الفنانين. وتوجد في دير سانت أبولونيا القديم في فلورنس مختفية فيه صوره الخيالية لدانتي، وبترارك، وبوكاتشيو، وفارينانا دجلي أوبرتي Farinata Degli Uberti، وصورة حية واضحة لببو اسبانا Pippo Spana الجندي المتعجرف، وصورة للعشاء الأخير (١٤٥٩) تبدو تافهة خالية من الحياة، ولكنها رغم ذلك ربما أوحت إلى ليوناردو بفكرة أو فكرتين.