بالرغم من مغامراته الجنسية الشاذة، ولعله كان بسبب حساسيته القوية وعشه لجمال المرأة. وإن هذه الصورة لتنقصها روحانية صور أنجيلكو للعذراء وما فيها من روحانية أثيرية، ولكنها مع ذلك تنقل إلى الناظر إحساساً قوياً بالجمال الجثماني الهادئ، والحنان الذي لا حنان بعده. ولقد أصبحت الأسرة المقدسة في صور الراهب لبو أسرة إيطالية، تحيط بها حوادث عادية، وقد خلع فيها على العذراء جمالا جثمانياً ينبئ باقتراب عهد النهضة الوثني. وقد أضاف فلبو إلى هذه المفاتن النسوية فيما أخرجه من صور للعذراء رشاقة وخفة انتقلتا منه إلى تلميذه بتيتشلي.
ودعته مدينة اسبليتو في عام ١٤٦٦ ليصور قصة العذراء مرة أخرى في قبا كنيستها. وأخذ يعمل فيها بذمة وأمانة بعد أن سكنت حمى عاطفته النسائية، غير أن قواه كانت هي الأخرى قد ضعفت مع ضعف عاطفته، ولم يكن في وسعه أن يكرر في هذه الكنيسة الصور الجدارية التي صورها في كنيسة براتو. وبينما كان يبذل هذه الجهود إذ مات مسموماً، ويظن فاساري أن اللذين دسوا له السم هم أقارب فتاة أغواها. وهذه القصة بعيدة الاحتمال، لأن فلبو دفن في كنيسة أسبليتو، حيث شاد له أبنه بعد سنين قلائل من ذلك الوقت قبراً فخماً عهد إليه به لورندسو ده ميديتشي.
إن كل إنسان يخلق الجمال جدير بأن تحيا ذكراه، ولكن من واجبنا أن نمر بسرعة وفي خجل بدمنيكو فنيدسيانو Dominico Veneziano وقاتله المزعوم أندريا دل كستانيو Andrea del Castagno. فأما دمنيكو فقد استدعى من بروجيا (١٤٣٩) ليرسم صوراً على جدران كنيسة سانتا ماريا نيوفا (القديسة مارية الجديدة Santa Maria Nuova) ، وكان من مساعديه شاب تلوح عليه أمارات النجابة من أهل برجو سان سبلكرو Borgo San Sepolcro يدعى بيرو دلا فراتشسكا. وقد قام في هذه الصور التي لم يبق منها شيء الآن بتجربة من أولى التجارب التي أجريت في