وتؤيد أمثال هذه القصائد والمواكب بعض التأييد ما اتهم به لورندسو من أنه أفسد شباب فلورنس، واكبر الظن أن هذا الشباب كان " يفسد" من تلقاء نفسه وإن لم يعمل هو على فساده؛ ذلك أن الآداب العامة في البندقية، وفرارا، وميلان لم تكن خيراً منها في فلورنس، بل إن هذه الآداب كانت في فلورنس على آل ميديتشي المصرفيين خيراً منها في روما أيام البابوات الميديتشيين.
لقد كانت حاسة الجمال المرهفة في فلورنس أقوى من أن تكبح جماحها آدابه العامة، وكان الشعر من أهم ما يصبو إليه وينفق فيه ساعات فراغه، وكانت قصائده تضارع خير ما قيل من الشعر في أيامه؛ وبينا كان بوليتان الذي يفوقه في هذه الميدان لا يزال يتردد بين اللغتين اللاتينية والإيطالية، كانت أشعار لورندسو قد أعادت إلى اللغة الإيطالية القومية الأسبقية الأدبية التي جاء بها دانتي ونبذها الكتاب الإنسانيون؛ وكان يفضل مقطوعات بترارك الغنائية على أشعار الحب التي جاءت في الآداب اللاتينية القديمة، وإن كان يسهل عليه أن يقرأ هذه الاشعار في لغتها الاصلية، وكم من أغنية