ولقد كان الإنسان في الأيام الخالية أفظع صورة مما هو،
وإن كان من شأن هرقل نفسه أن يعتريه الخجل إذا عرف
إلى أي مدى سينطلق بعد قليل أضعف قالب بحري
وراء الحدود التي حاول عبثاً أن يضعها له.
سوف يكشف الإنسان بلا شك عن نصف عالم آخر
لأن الأشياء جميعها تنزع نحو مركز مشترك عام
والأرض المتزنة اتزاناً عجيباً بقدرة الله العجيبة الخفية
معلقة بين أبراج النجوم
وفي الجهات المقابلة لنا من الأرض مدن ودوا
وأقطار غاصة بالسكان لم تعرف حقيقتها قبل الآن
وها هي ذي الشمس تشق طريقها الغربي مسرعة
لتدخل البهجة على قلوب الأمم بما تتوقعه من ضياء
وقد سار بلتشي على سنة ابتداء كل مقطوعة، مهما يكن فيها من السخرية والتهريج، بتضرع وابتهال إلى الله وإلى الأولياء الصالحين، وكلما زاد ما في مادته من دنس زادت المقدمة جداً ووقاراً. وتختم القصيدة بالجهر بإيمانه بأن الأديان كلها خير وبركة-وهو تصريح يغضب بلا شك كل مؤمن حق. ويجيز بلتشي لنفسه بعض عبارات من الكتاب المقدس ليؤيد بها قوله إن علم المسيح السابق لم يكن يعدل علم الله الأب، وحين يجيز لنفسه أن يأمل بأن تنجو جميع الأرواح في آخر الأمر بما فيها روح إبليس نفسه. ولكنه بقي كما بقي كل فلورنسي صالح، وكما بقي غيره من أفراد الدائرة الملتفة حول لورندسو، مؤمناً في ظاهر الأمر بكنيسة مرتبطة ارتباطاً