واعتقد أن الذي يثق به أشد الثقة هو الذي تكتب له النجاة …
إن الأيمان كالحرب معد، …
والإيمان يتشكل بالصورة التي يدركه بها الإنسان- هذه أو تلك،
أو غيرها من الصور.
فإذا شئت إذن أن تعلم أي نوع من العقائد أنا مرغم على اعتناقه!
فأعلم أن أمي كانت راهبة يونانية،
وأن أبي كان من بين الأتراك في بروصه ملا (٢١)
ويموت مرجوتي من الضحك بعد أن يظل يختال ويستهتر في مقطوعتين، ويموت بلتشي دمعة واحدة يذرفها عليه، بل يجتذب من خياله السحري شيطاناً من الطراز الأول يدعى عشتروت هو الذي اشترك في العصيان مع إبليس، يستدعيه الساحر ملاجيجي Malagigi ليأتي برينلدو بسرعة من مصر إلى رنتشسفاليز، فيقوم بهذه المهمة في مهارة ويكسب من حزق رينلدو ما يجعل هذا الفارس المسيحي يقترح أن يرجو الله أن يطلق عشتروت من الجحيم. ولكن الشيطان الظريف شديد التفقه في الدين، ومن أجل ذلك يقول إن التمرد على العدالة اللانهائية جريمة لا نهائية تستحق عقاباً سرمدياً. ويعجب ملاجيجي من أن الله الذي سبق كل شيء في علمه بما في ذلك عصيان إبليس واللعنة الأبدية قد خلقه، فيعترف عشتروت بأن هذا من الأسرار الخفية التي لا يعرف أحد حتى الحكماء أنفسهم كنهها (٢٢).
ولقد كان في الحقيقة شيطاناً عاقلاً، لأن بلتشي وهو يكتب في عام ١٤٨٣ ينطقه بأقوال مدهشة يستبق بها كولمبس، فيقول عشتروت لرينلدو وهو يشير إلى التحذير القديم القائم عند أعمدة هرقل (جبل طارق) والذي يقال فيه «لا تسر إلى ما بعد هذا ne plus ultra: