أورلندو والمارد العربي الجبار الذي يكون اسمه نصف أسم القصيدة (١). وخلاصتها أن أورلندو يهاجم مورجنتي، فينقذ هذا حياته بأن يعلن فجأة اعتناقه الدين المسيحي، ويعلمه أورلندو اللاهوت، ويقول له إن أخويه اللذين قتلا تواً يقيمان وقتئذ في الجحيم لأنهما من الكفار، ويبشره بالجنة إذا أخلص لدين المسيح، ولكنه ينذره بأن لابد له وهو في الجنة أن ينظر إلى أهله الذين يحترقون بشيء من الرحمة. ويقول له الفارس المسيحي:«إن علماء ديننا مجمعون على أنه إذا شعر المنعمون في السماء بالرحمة على الأشقياء من أقاربهم، الذين يتردون في أطباق الجحيم المروعة مختلطين بعضهم ببعض، فإن سعادتهم تنتهي إلى لاشيء». ولا يضطرب مورجنتي لهذا، بل يقول لأورلندو مؤكداً:«سنرى هل أحزن على أبنائي، وهل أرضى بحكم الله، وأسلك مسلك الملائكة، أو لا أرضى بحكمه ولا أسلك مسلكهم … سأقطع أيدي أخوي وآخذها إلى أولئك الرهبان الصالحين حتى يوقنوا بأن عدويهم قد هلكا».
ويدخل بلتشي في المقطوعة الثامنة عشرة مارداً جديداً يدعى مرجوتي Margute، وهو لص مرح، وقاتل رقيق، يعزو إلى نفسه كل رذيلة إلا الغدر بالصديق. وسأله مورجنتي هل يؤمن بالمسيح أو يؤثر عليه محمداَ فيجيب مرجوت بقوله:
إني لا أومن بالأسود أكثر مما أومن بالأزرق
وكل ما أومن به هو الديكة السمينة مسلوقة أو قد تكون محمرة،
وأومن أحياناً بالزبد أيضاً،
وبالجعة وبالخمر الفطير الذي يطفو على وجهه قطع التفاح الحميص، …
أما الذي أؤمن به أشد الأيمان فهو النبيذ المعتق،
(١) نشر بلتشي أولا المقطوعات التي تشير إلى مورجنتي: وسيمت القصيدة بعد أن كملت مورجنتي مجيوري Morgante Maggiore أي موجنتي الأعظم.