للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والواقعية في التصوير (تصوير لورندسو، ويوليتيان، بلتشي، وبلا، واسترتسي، وفرانتشسكو ساستي)، وراعى في الوقت نفسه التقاليد الأنجليه في المثالية والتقى؛ وليس بين صورة صلوات الرعاة التي ترى خلف المحراب والتي تقرب من الكمال وبين صور ليورناردو وروفائيل إلا خطوة واحدة في الخيال الأكثر عمقاً والرشاقة الأكثر دقة.

وعرض جيوفني ترنبيوني رئيس مصرف آل ميديتشي بروما على جرلندايو في عام ١٤٨٥ ١٢٠٠ دوقة (٣٠ ألف دولار امريكي) نظير طلاء معبد في كنيسة سانتا ماريا نوفلا، ووعده بمائتي دوقة اخرى إذا حاز عمله رضاه التام. واستعان جرلندايو بعدد من تلاميذه من بينهم ميكل أنجيلو وقضى الجزء الأكبر من الخمس السنين التالية في هذا العمل العظيم من اعمال حياته. وقد رسم في السقف صورة المبشرين الاربعة بالإنجيل، كما صور على الجدران القديس فرانسيس، وبطرس الشهيد، ويوحنا المعمدان ومشاهد من حياة مريم والمسيح مبتدئة من البشارة إلى تتويج العذراء الفخمة. وهنا ايضاً وجد لذة كبيرة في تصوير المعاصرين: لودوفيكا تورنبيوني ذات الجلال الخليقة بأن تكون ملكة وجنفرا ده بنتشي Ginevra di Benci الوقحة الحسناء، وفيتشينو، ويولتيان، ولندينو العلماء وبلدوفنتي، وميناردي Mainardi وجرلندايو نفسه من رجال التصوير. ولما فتح المعبد للجمهور في عام ١٤٩٠ هرع إليه جميع العظماء ورجال الأدب في فلورنس ليفحصوا هذه الرسوم؛ وأصبحت الصورة الواقعية التي شاهدوها حديث المدينة كلها، واعلن تورنبيوني رضاءه التام عنه. غير انه كان في أزمة مالية وقتئذ، فرجا دمنيكو أن ينزل له عن المائتي دوقة الإضافية، فرد عليه الفنان قائلاً إن رضاء نصيره أعز عنده من الذهب مهما عظم.

وكان دمنيكو محبباً إلى القلوب، وقد بلغ من حب إخوانه إياه أن