Mariana Filipepe والد ألسندريو عن أن يقنع ولده أن حياته تكون مستحيلة إذا لم يعرف القراءة والكتابة والحساب، فاضطر أن يعهد به إلى صائغ ليتدرب عنده على صناعته، وكان هذا الصائغ يسمى بتيتشيلي، ولصق هذا الاسم بسندرو نفسه، إما بسبب حب التلميذ معلمه أو بسبب نزوة من نزوات التاريخ. وانتقل الغلام في السادسة عشرة من عمره من حانوت الصائغ إلى الراهب فلبو لبي Filippo Lippi الذي أحب هذا العالم القلق الوثاب. وصور فلبينو تلميذ فلبو فيما بعد سندور هذا في صورة شخص متبرم نكد، ذي عينين غائرتين، وأنف بارز، وفم لحيم شهواني، وغدائر مسترسلة، وقلنسوة أرجوانية، وميدعة حمراء، وجورب أخضر (٣١). ترى من ذا الذي كان يستطيع أن يظن أن هذا هو شكل الرجل إذا ما شاهد الصور الخيالية الرقيقة التي خلفها بتيتشيلي في المتاحف؟ ولعل كان فنان لا بد أن يكون شهوانياً قبل أن يستطيع بلوغ المثل الأعلى في التصوير، أي أنه لا بد أن يعرف الجسم، ويحبه، ويرى أنه المصور النهائي لحاسة الجمال، والمقياس الذي يقاس به سمو هذه الحاسة. ويصف فاساري سندرو بأنه "شخص مرح" يدبر الحيل لزملائه الفنانين وبلداء الذهن من المواطنين؛ وما من شك في أنه قد جمع في شخصه كثيراً من الرجال، شأنه في ذلك شأننا جميعاً، وأنه كان يتقمص هذه الشخصية أو تلك حسبما تتطلبه الظروف، أما نفسه الحقيقية فقد استبقاها سراً رهيباً خافية عن العالم.
وأنشأ بتيتشيلي مرسمه الخاص حوالي عام ١٤٦٥، وسرعان ما عهد إليه آل ميديتشي ببعض الأعمال؛ ويلوح أن لكريدسيا ترنبيوني أم لورندسو هي التي كلفته بتصوير يوديث Judith؛ ورسم بعدئذ لزوجها بيروجتسو Piero Gottosso صورة مادونا ذات التسبيحات Madonna of the Magnificat ورسم كذلك ترنيمات عبادة المجوس بالألوان لثلاثة أجيال من آل ميديتشي، ورسم بتيتشيلي في صورة مادونا لورندسو وجوليانو كأنهما غلامان أولهما في