قضت عليها أسرته؛ ومن لم ينسوها من أهلها كانوا يدركون أنها هي حرية العشائر الغنية في أن تستخدم القوة والخداع في تنافسها على السيطرة الاستغلالية في «ديمقراطية» لا يستطيع الإدلاء بأصواتهم فيها إلا جزء من ثلاثين جزءاً من الأهلين. وكان لورندسو يستخدم سلطته في اعتدال، ويستخدمها لخير الدولة، وغن أدى ذلك إلى إهمال ثروته الخاصة. ولقد كان فاسد الخلق من الناحية الجنسية وضرب بذلك اسوأ الأمثلة لشباب فلورنس، لكنه ضرب أحسن الأمثلة في الأدب، وأعاد إلى اللغة الإيطالية مكانتها الأدبية الراقية، وكان ينافس محاسبيه في قرض الشعر؛ ويناصر الفنون بذوق راق نقاد ووضع بذلك مستوى له تسعى أوربا لبلوغه؛ وإذا ما عُدَّ المستبدون كان هو خيرهم وأرقهم أخلاقاً، وقد قال عنه فرديناند ملك نابلي:(لقد طال أجل هذا الرجل حتى بلغ مجده؛ ولكنه لم يطل أجله بالقدر الذي تتطلبه إيطاليا)(٣٦)؛ واضمحلت فلورنس من بعده ولم تذق إيطاليا طعم السلم بعد وفاته.