لم يشتركوا في ذلك العمل المجيد وهو طرد الفرنسيين من إيطاليا (١٧). وكان القائدان الفرنسيان للحصنين الفلورنسيين، وهما حصنا سردسانا وبيترا سانتا Pietra Santa قد باعا أحدهما إلى جنوي، والآخر إلى لوكا. وقامت حركات تطالب بالتحرر في مونتي بلتشياتو Montepulciano وأرتسو Arezzo، وفلتيرا Volterra وغيرها من المدائن التابعة لفلورنس اضطربت لها انحاؤها؛ ولاح أن المدينة التي كانت من قبل قوية مزهوة قد أوشكت أن تخسر ممتلكاتها الخارجة كلها تقريباً، وأن تخسر كذلك جميع منافذها التجارية القائمة على نهر الآرنو، والبحر الأدرياوي، وعلى الطرق المؤدية إلى ميلان وروما. وكان لهذا أسوأ الأثر في التجارة، وقل إيراد الضرائب؛ وحاول المجلس أن يحصل على المال الذي تتطلبه الحرب ضد بيزا بقروض جبرية من أغنياء المواطنين، وعرض عليهم في مقابل هذه القروض سندات حكومية؛ فلما أن لاحت امارات الإفلاس انخفضت قيمة هذه السندات إلى ثمانين في المائة، ثم إلى خمسين، فإلى عشرة في المائة من قيمتها الاسمية. واقفرت خزانة الدولة في عام ١٤٩٦. وحذت الحكومة حذو لورندسو فاقترضت المال من رصيد اؤتمنت عليه الدولة لتقديم البائنات للعرائس الفقيرات. وفشت الرشوة هي والفساد والعجز وضربت أطنابها في إدارة الأموال الحكومية سواء كان مديروها هم الكلاب الكلبة أو الباكين. واختير فرانتشسكو فالوري حاملا لشعار الدولة (يناير ١٤٩٧) بأغلبية من الباكين فزادت الكلاب الكلبة جنوناً بأن حرمت عليها جميع الوظائف الكبرى ومنعت من عضوية المجلس إذا كان أفرادها ممن تهربوا من أداء الضرائب، ولم يسمح لغير الباكين بالخطابة في المجلس، وأخرج من فلورنس كل راهب فرنسيسي يرفع عقيرته بالخطابة ضد سفنرولا. وحدث في خلال عام ١٤٩٦ أن ظل المطر ينهمر في كل يوم تقريباً مدة أحد عشر شهراً واتلف المحصولات في الأراضي الضيقة الرقعة الواقعة في