الأخلاقي بفعل الثروة، كما يشهد اضمحلال العقيدة الدينية؛ ووقف مستبسلاً، متعصباً، ولكنه وقف عبثاً، في وجه روح العصر المتشككة، الشهوانية. لقد ورث الرجل ما كان يتصف به القديسون في العصور الوسطى من غيرة أخلاقية وسذاجة عقلية، وبدا أنه لا مكان له في عالم يسبح بحمد بلاد اليونان الوثنية التي عثر عليها من جديد. وأخفق الرجل في هدفه وكان إخفاقه نتيجة قصور عقله وفي كفايته، ويستخف استخفاف السذج الطيبي القلوب بما تتطلبه مقاومة سلطان البابوية وغرائز الآدميين من قوة ليست له. ولقد روعته أخلاق الإسكندر ترويعاً نستطيع أن ندرك سببه، ولكنه كان عنيفاً في اتهاماته عنيداً في سياسته. لقد كان بروتستنتيا قبل أن يجيء لوثر، ولكن بروتستنتيته لم يكن لها معنى إلا أنها الدعوة لآراء الكنيسة القائمة، ولكن ذكراه أصبحت قوة تملأ عقول البروتستنت؛ ولذلك لقبه لوثر بالقديس. وكان أثره في الأدب ضئيلا لأن الأدب كان وقتئذ في أيدي المتشككين والواقعيين أمثال مكيفلي وجولتشيارديني Guicciarddini، أما أثره في الفن فكان عظيما إلى أبعد حد. وقد كتب الراهب بارتولوميو على صورته يقول:«صورة جيرولاما من أهل فرارا، النبي المبعوث من عند الله». وقد تحول بتيتشيلي من الوثنية إلى التقي والصلاح بتأثير مواعظ سفنرولا؛ وكثيراً ما كان ميكل أنجيلو يستمع إلى الراهب ويقرأ عظاته في خشوع، وكانت روح سفنرولا هي التي حركت الفرشاة في سقف معبد ستيني Sistine ورسمت وراء المحراب صورة يوم الحساب.
أما عظمة سفنرولا فترجع إلى ما بذله من الجهد لإحداث ثورة أخلاقية