أنها رؤى ونبوءات، وأنهم أشاعوا الفرقة والاضطراب في الدولة؛ وحكم عليهم بالإعدام باتفاق الدولة والكنيسة. وتفضل الإسكندر فبعث إليهم بالغفران.
ونفذت الجمهورية العاقة قاتلة ابيها في الثالث والعشرين من شهر مايو عام ١٤٩٨ حكم الإعدام في منشئها ورفاقه. واقتيدوا حفاة مجردين من ثيابهم الكهنوتية إلى ميدان مجلس السيادة الذي حرقوا فيه «الأباطيل» مرتين، واحتشدت جماهير كثيرة لتشاهد هذا المنظر كما احتشدت من قبل لتشاهد منظر التحكيم الإلهي، ولكن الحكومة أمدتهم في هذه المرة بحاجتهم من الطعام والشراب. وسأل أحد القساوسة سفنرولا «بأي روح تتحمل هذا الاستشهاد؟» فرد عليه بقوله: «ما أكثر ما تعذب الرب من أجلي!» وقبل الصليب الذي كان معه ولم ينبس بعد ببنت شفة. وسار الرهبان بجنان ثابت ليلقوا مصيرهم المحتوم، وكاد الطرب يستخف دمنيكو فأخذ ينشد تسبيحه الشكر لله الذي أنعم عليه بنعمة الاستشهاد. وشنق ثلاثتهم وتركوا معلقين، وسمح للصبيان أن يرشقوهم بالحجارة وهم في حشرجة الموت. وأوقدت تحتهم نار حامية أحالت جثثهم رماداً؛ ثم ألقي الرماد في نهر الأرنو لئلا يعبد الناس بوصفه بقايا القديسين. وجاء بعض الباكين يتحدون الإحراق بالنار فركعوا في الميدان وأخذوا ينتحبون ويصلون؛ وظلت الأزهار تنثر في صباح اليوم التالي للثالث والعشرين من مايو في كل عام حتى عام ١٧٠٣ في البقعة التي سقطت فيها دماء الرهبان الساخنة. وترى اليوم لوحة في أرض الميدان المرصوفة تشير إلى أشنع جريمة وقعت في تاريخ فلورنس.
وبعد فقد كان سفنرولا هو العصور الوسطى بعثت حية في عصر النهضة، وكانت النهضة هي التي قضت عليه. وكان يشهد انحلال إيطاليا