أفكاراً خبيثة، فما كان من الراهب إلا أن باعها إلى رجل من أهل فلورنس أرسلها إلى ملك فرنسا. وظل الراهب بارتولميو يرسم الصور حتى عام ١٥١٧ حين شل المرض يديه فلم يقو على أن يمسك الفرشاة. ثم مات في تلك السنة وهو في الخامسة والأربعين من عمره.
وكان منافسه الوحيد على مركز السيادة بين المصورين الإيطاليين في عصره تلميذاً آخر من تلاميذ بيرو دي كوزيمو، ذلك هو أندريا دمنيكو دا نيولو دي فرانتشيسكو فيينوتشي Andrea Domenico d'agnolo di Francesco Vennuci المعروف لنا باسم أندريا دل سارتو Andrea del Sarto لأن أباه كان خياطاً. ونضج الرجل نضوجاً سريعاً كما ينضج معظم الفنانين في عصر النهضة، فقد بدأ تدريبه وهو في السابعة من عمره. ودهش بيرو من براعة الشاب في التصميم، ولاحظ وهو فرحان جذل كيف كان أندريو في أيام العطلة التي يغلق فيها المرسم يقضي وقته في عمل صور في الرسوم التمهيدية التي كان يصنعها ليوناردو وميكل أنجيلو لقاعة الخمسمائة في قصر فيتشيو. ولما أن اصبح بيرو في شيخوخته رجلا شاذاً غريب الأطوار، اتخذ أندريا وفرانشيابجيو Franciabigio زميله في الدرس مرسماً خاصاً بهما، وظلا فترة من الزمن يعملان معاً. ويولوح أن أندريا بدأ حياته المستقلة بأن صور في فناء كنيسة البشارة Annunziata (١٥٠٩) خمسة مناظر مأخوذة من حياة سان فلبوبنتسي San Filippo Benizzi، وهو نبيل فلورنسي أنشأ طائفة الرهبان الخادمين لعبادة مريم العذراء خاصة. وتمتاز هذه المظلمات، رغم ما أصابها من عوادي الزمان وتعرضها للجو، ببراعة التنفيذ، والتأليف، ووضوح القصص، ومزج الألوان المتناسقة القوية حتى أصبح هذا الفناء في هذه الأيام كعبة يحج إليها المولعون بالفن إذا زاروا فلورنس. وقد أتخذ أندريا نموذجاً لإحدى صور النساء تلك المرأة التي أضحت زوجة له أثناء قيامه بهذه الرسوم-نعني بها لكريدسيا دل