فيدي Luerezia del Fede وهي سليطة جميلة ظل وجهها الأسمر، وشعرها الفاحم يراودان خيال الفنان إلى ما قبل وفاته.
وشرع أندريا وفرانتشيا بجيو في عام ١٥١٥ يعملان طائفة من المظلمات في طرقات دير إخوة أسكالدسو Scalzo، واختارا موضوعاً لهما حياة القديس يوحنا المعمدان؛ ولكن بدأ أندريا بلا ريب هي التي أظهرت خصائصها في طائفة من الصور؛ فقد رسم صور الإناث بكل ما فيها من كمال الشكل والتركيب. وتلقى في عام ١٥١٨ دعوة من فرانسس الأول بالمجيء إلى فرنسا؛ فقبل دعوته ورسم صورة الصدفة المعلقة في متحف اللوفر؛ غير أن زوجته التي تركها في فلورنس رجته أن يعود؛ وأذن له الملك بالعودة بعد أن تعهد بالرجوع إلى فرنسا، وأعطاه مبلغاً كبيراً من المال ليبتاع له تحفاً فنية من إيطاليا. لكن أندريا أنفق مال الملك في بناء بيت له ولم يعد قط إلى فرنسا. ولما أوشك على الإفلاس رغم هذا عاد إلى التصوير ورسم لطرقات كنيسة البشارة آية من آياته الفنية يصفها فاساري بأنها:«بتصميمها، وظرفها، وبراعة ألوانها، وحيويتها، ونقوشها، لا تترك مجالا للشك في أنه يسمو بمراحل طويلة على جميع من سبقوه» -ومنهم ليوناردو وروفائيل (٢٦). وقد تلفت هذه الصورة، صورة عذراء الكيس، Madonno del socco- وهو اسم سخيف سميت به لأنها تصور مريم ويوسف متكئين على كيس-ولم تعد تكشف عما كانت عليه من روعة الألوان وبهجتها؛ ولكن تركيبها الذي يبلغ حد الكمال، وألوانها الرقيقة المتناسقة، وتمثيلها للأسرة تمثيلا هادئاً- بما فيها يوسف، وقد أصبح فجأة قادراً على القراءة، فأخذ يقرأ في كتاب-كل هذا يضعها في مصاف أعظم الصور في عصر النهضة.
وصور أندريا في مطعم دير سلفي Selvi صورة العشاء الأخير (١٥٢٦) يتحدى بها ليوناردو، واختار لها نفس الساعة ونفس الموضوع: