للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الجديد الذي نما حديثاً في فلورنس على يد ماسولينو، وأتشيلو Uccello وماتشيو؛ ودرس أندريا قواعده كلها وأدهش جميع معاصريه بقدرته على تمثيل القرب والبعد تمثيلاً صادقاً إلى حد الفظاظة.

وتلقى سكوارانشيوني في عام ١٤٤٨ دعوة لعمل مظلمات في كنيسة الرهبان الإرمتاني Eremitani Friars في بدوا، فعهد العمل إلى اثنين من أحب تلاميذه إليه وهما نقولو بتسولو، ومنتينيا. وأتم نقولو لوحتين من الطراز ممتاز ثم فقد حياته في مشاجرة، وواصل أندريا العمل، وكان وقتئذ في السابعة عشرة من عمره، وأذاعت اللوحات الثمان التي رسمها في السبع سنين التالية شهرته في جميع أنحاء إيطاليا. وكانت موضوعات الرسوم مأخوذة من العصور الوسطى، أما طريقة التنفيذ فكانت ثورة على تلك العصور؛ فقد كانت الخلفيات مأخوذة من العمارة الرومانية القديمة ومفصلة بعناية شديدة، وكانت أجسام الرجال قوية، ودروع الجنود الرومان البراقة تختلط بملامح القديسين المسيحيين الجادة الحزينة؛ وامتزجت الوثنية والمسيحية في هذه المظلمات امتزاجاً أوضح من امتزاجها في كل صفحات الكتاب الإنسانيين. وبلغ الرسم هنا درجة جديدة من الدقة والرشاقة، وبذل في المنظور من الجهود ما وصل به إلى درجة الكمال؛ وقلما شهد التصوير صورة رائعة في شكلها وهيئتها كصورة الجندي الذي يحرس القديس أمام الجسر الروماني، أو شهد شيئاً بلغ من الواقعية العاتية ما بلغه الجلاد الذي يرفع هراوته ليضرب بها الشهيد على أم رأسه. وأقبل الفنانون من المدن القاصية ليدرسوا فن ذلك الشاب العجيب الذي أنجبته بدوا- وقد دمرت كل هذه الرسوم الجصية عدا اثنين منها في الحرب العالمية الثانية.

وشهد ياقوبو بليني هذه اللوحات أثناء عملها، وأعجب بأندريا، وعرض عليه أن يزوجه ابنته، وكان ياقوبو نفسه مصوراً واسع الشهرة كما كان في ذلك الوقت (١٤٥٤) أياً لمصورين قدر لهم أن يتفوقوا عليه ويقضوا على