شهرته. وقبل منتينيا هذا العرض، ولكن اسكواراتشيولي قاومه، وعاقب هروب مانتينيا من بيته الذي آواه وتبناه فيه بأن ذم المظلمات الإرمتانية ووصفها بأنها تقليد جامد شاحب للرخام العتيق. والأغرب من هذا أن آل بليني أفلحوا في أن ينقلوا إلى أندريا تلميحهم بأن في هذه التهمة بعض الصدق (٢). وأعجب من هذا وذاك أن الفنان الحاد المزاج صدق هذا النقد وأفاد منه بأن تخلى عن دراسة صناعة التماثيل إلى الحرص على ملاحظة الحياة بجميع حقائقها ودقائقها، فضمن اللوحتين الأخيرتين من الألواح الإرمتانية صورتين لمعاصرين له إحداهما صورة لشخص بدين متربع هو اسكواراتشيونى نفسه.
ولما أن ألغى منتينيا عقده مع معلمه كان في وسعه أن يقبل بعض الدعوات التي تكاثرت عليه وكان منها عرض من لدوفيكو جندساجا في مانتوا (١٤٥٦)؛ ولكن أندريا ظل يماطل فيه أربع سنين، كان في أثنائها يرسم لكنيسة سان دسينو San Zeno في فيرونا صورة كثيرة الطيات لا تزال حتى اليوم تجعل هذا الصرح الفخم كعبة للحجاج من مختلف الأقطار. وقد صور في اللوحة الوسطى من هذه الصورة وسط إطار فخم بين عمد وشرفة وقوصرة رومانية الطراز مريم العذراء ممسكة بطفلها، يحف بهما الموسيقيين والمرنمون من الملائكة؛ ثم رسم تحت هذا صورة قوية تمثل صلب المسيح، وتحتوي على بعض الجنود الرومان يقذفون النرد ليعرفوا من منهم يستحوذ على أثوابه؛ والى اليسار صورة حديقة زيتون تمثل منظراً طبيعياً وعراً كان خليقاً بأن يدرسه ليوناردو ليستعين به على رسم عذراء الصخور. وتعد هذه الصورة ذات الثلاث الطيات من أعظم صور عصر النهضة (١).
وقضى منتينيا في فيرونا ثلاث سنين ثم قبل أخيراً أن يذهب إلى مانتوا
(١) واستولى الفاتحون الفرنسيون على اللوحات السفلى في عام ١٧٩٧، أما حديقة الزيتون والبعث فهما الآن في تور، وصورة الصلب محفوظة في متحف اللوفر؛ وقد رسمت من هذه نسخ طيبة حلت محلها في صورة فيرونا الكثيرة الطيات.