(١٤٦٠)، حيث بقى إلى أن وافته المنية إذا استثنينا فترات قصيرة أقامها في فلورنس وبولونيا وسنتين أقامها في روما. وأسكنه لدوفيكو بيتاً أمده فيه بالوقود والحبوب، ورتب له خمسة عشر دوقة (٣٧٥ دولاراً) في الشهر. وزين أندريا في خلال هذه المدة قصور ثلاثة مراكيز، وأمكنة صلاتهم، وبيوتهم الريفية. غير أنه لم يبق من ثمار كدحه في مانتوا غير المظلمات الذائعة الصيت في قصر الدوق، وبخاصة ما كان منها في بهو الخطيبين- دجلي اسبوزي Sala degli Sposi- التي سميت بهذا الاسم وزينت بمناسبة خطبة فيدريجو بن لدفيكو لمرجريت أميرة بافاريا. ولا يتعدى موضوع النقش صور الأسرة الحاكمة- المركيز، وزوجته، وأبنائه، وبعض الحاشية؛ ويرى فيها الكردنال فرانتشيسكو جندساجا يرحب به والده لدوفيكو عند عودة الحبر الشاب من رومة، ولكنها تمثل مجموعة من الصور التي أوفت على الغاية في واقعيتها، ومن بينها منتينيا نفسه الذي يبدو أكبر سناً مما هو في الحقيقة، لأنه لم يكن قد تجاوز وقتئذ الثالثة والأربعين، ولكنك تراه في صورته وقد تجعد وجهه وانتفخ ما تحت عينيه.
وكان لدوفيكو أيضاً يتقدم به العمر تقدماً سريعاً، وكانت السنون الأخيرة من حياته كدرة مفعمة بالمتاعب. فقد كانت ابنتان من بناته مشوهتي الخلق؛ وكانت الحرب قد استنفدت موارده؛ واجتاح وباء الطاعون مانتوا في عام ١٤٧٨ حتى كاد يقضي على حياتها الاقتصادية؛ ونقص ارادات الدولة نقصاً كبيراً. وكان مرتب منتينيا من المرتبات الكثيرة التي لم تؤد زمناً ما إلى أصحابها، فبعث الفنان إلى لدوفيكو برسالة تقريع، ولكن المركيز رد عليه رداً رقيقاً يطلب إليه فيه أن يتذرع بالصبر؛ وانتهى وباء الطاعون، ولكن لدوفيكو لم يعش بعده. فلما خلفه ابنه فيدريجو (١٤٧٨ - ١٤٨٤) بدأ منتينيا العمل، وأتم في عهد جيان فرانتشيسكو بن فيدريجو (١٤٨٤ - ١٥١٩)، أجمل أعماله كلها وهي صورة انتصار قيصر