وفيلوستراتس، كما استخدمت أحد علماء اليهود ليترجم لها مزامير من اللغة العبرية حتى تعرف على وجه التأكيد معناها الأصلي. وكانت إلى هذا تجمع الكتب المسيحية أيضاً، وتقرأ كتب آباء الكنيسة في شجاعة نادرة في تلك الأيام. والراجح أنها كانت تقتني الكتب اقتناء الجامعين الهواة أكثر من اقتناء القراء والعلماء؛ وكانت تجل أفلاطون، ولكنها كانت في الحقيقة تفضل قصص الغرام والفروسية التي كانت تلذ قراءتها لأريستو ومن على شاكلته في جيلها وتاسو Tasso وأمثالها في الجيل الذي يليه. وكانت تحب الزينة والحلي أكثر مما تحب الكتب والفن؛ وكانت نساء إيطاليا وفرنسا ينظرن إليها حتى في سنيها الأخيرة على أنها مرآة الطراز الحديث وملكة الذوق. وكان من أساليبها الدبلوماسية أن تؤثر في الشعراء؛ والكرادلة بشخصيتها الجذابة، وأناقة ملبسها، ورقي آدابها، وقوة عقلها مجتمعة. وكانوا يظنون أنهم يعجبون بواسع علمها أو حكمتها حين كانوا في الواقع الأمر يمتعون أنظارهم بجمالها أو حسن ثيابها، أو رشاقتها. وإنا ليصعب علينا أن نصفها بالتعمق في شيء اللهم إلا في قدرتها على الحكم. وكانت ككل معاصريها تقريباً تستمع إلى المنجمين، وتحدد بداية مشروعها بمواقع النجوم. وكانت تسلي نفسها بالأقزام، وتتخذهم جزءاً من بطانتها، وأمرت ببناء ست حجرات ومعبد في قصرها تناسب أحجامهم. وبلغ أحد هؤلاء الأقزام من قصرها (كما يقول أحد الفكهين) حداً لو أن الدنيا زاد مطرها بوصة واحدة لمات غرقاً. وكانت أيضاً مولعة بالكلاب والقطط، تختارها بذوق المربي الهاوي، فإذا ماتت أقامت لدفنها جنازة رهيبة يشترك فيها الأحياء من الحيوانات المدللة، مع كبار رجال البلاط وكبيرات سيداته.
وكان كاستلو (القصر) - أو الرجيو أو قصر الدوق Palazzo Ducale الخاضعة لحكمها خليطاً من المباني أقيمت في أوقات مختلفة وعلى طراز متباينة. ولكنها كلها على نمط الحصن الخارجي والقصر الداخلي الذين قامت عليهما