للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقد كانت تساعد زوجها العليل على حكم مانتوا، وأنجتها براعتها الدبلوماسية من أن تقع غنيمة في يد سيزاري بورجيا، ثم في يد لويس الثاني عشر؛ ومن بعدهما في يد فرانسس الأول، وأخيراً في يد شارل الخامس. فقد استطاعت أن تلاطفهم واحداً بعد واحد، وأن تتملقهم وتسحرهم بمفاتنها، في الوقت الذي كان فيه جيان فرانتشيسكو أو فيوريجو على حافة الهاوية السياسية. وخلف فدريجو أباه في عام ١٥١٩، وكان قائداً محنكاً وحاكماً قديراً، ولكنه أجاز لعشيقته أن تحل محل أمه في السيطرة على بلاط مانتوا، ولعل إزبلا قد أرادت أن تبتعد عن هذه المهانة، فسافرت إلى روما (١٥٢٥) لتطلب القبة الحمراء (١) لابنها إركولي. ووقف كلمنت السابع من طلبها هذا موقفاً سلبياً، ولكن الكرادلة رحبوا بها واتخذوا جناحها في قصر الكولنا Colonno، ندوة لهم، واحتجزوها هناك حتى ألفت نفسها سجينة في القصر أثناء انتهاب روما (١٥٢٧). ولكنها نحتت بمهارتها المعتادة، وكسبت رتبة الكردنالية المرجوة لإركولي وعادت إلى مانتوا ظافرة.

وذهبت إلى مؤتمر بولونيا وكانت لا تزال فاتنة جذابة في سن الخامسة والخمسين، وخلبت عقل الإمبراطور والبابا، وساعدت أعيان أربينو وفيرارا على أن ينجوا إمارتيهم من الاندماج في الولايات البابوية، وأقنعت شارل الخامس أن يرقي فيدريجو إلى مرتبة الادواق. وأقبل تيشييان في ذلك العام نفسه على مانتوا، ورسم لها صورة ذائعة الصيت. ولسنا نعرف على وجه التحقيق مصير هذه الصورة، ولكن النسخة التي نقلها عنها روبنز Rubens تظهرها في شكل امرأة لا تزال في عنفوان الحياة، مولعة بها. ولما زارها بمبو بعد ثمان سنين من ذلك الوقت أذهله نشاطها ومرحها، ويقظة ذهنها، وكثرة ما تعنى به من الشئون، ووصفها بأنها "أكثر النساء حكمة وأحسنهن حظاً" (٩)، ولكن حكمتها كانت أقل من أن تقنعها بقبول


(١) رتبة الكردنالية. (المترجم)