للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختطاف هلن Helen، وما إليها من أساطير قديمة. وشرع جويليون في عام ١٥٢٥ ينشئ في أرباض المدينة أشهر أعماله كلها هو قصر التي Palazzo del Te (١) ويتكون هذا القصر من بناء مؤلف من طابق واحد على شكل مستطيع واسع الرقعة، بسيط التصميم، مشيد من كتل حجرية ذي نوافذ من طراز النهضة، يحيط ما كان في ماضي الأيام حديقة غناء، ولكنه الآن أرض قفرة مهملة من أثر الحرب العالمية الأخيرة. فإذا دخل الإنسان القصر لم يكد يفيق من دهشة إلا إلى دهشة: يجد فيه حجرات أفرغ عليها الذوق السليم زينة من عمد مربعة، وشرفات محفورة، وبندريلات (٢) مصورة وسراديب ذات خزانات، وجدران، وسقف، وكوات وتمثل قصة الجبابرة وآلهة الأولمب، وكيوبد، وسيكي Psyche، وفينوس وأدنيس والمريخ، وزيوس وأولمبيا، كلها في صورة عارية رائعة، تنطق بذوق العهد المتأخر من عهود النهضة وما كان فيه من حب واستهتار. وأراد بريماتشيو أن يتوج هذه الروائع الفنية التي تمثل الشهوات الجنسية الطليقة، والكفاح والمهول الضخم، فصور في الجص موكباً منقوشاً فخماً من الجنود الرومان مماثلا للصورة التي رسمها ماتينيا صورة انتصار قيصر ولا تكاد تقل عن نحت فدياس نفسه. ولما أن دعا فرانسس الأول بريماتشيو، ودل أباتي إلى فنتينبلو Fontainebleau، جاءا إلى القصر ميلك فرنسا بهذا الطراز من النقش ذي الأجسام الوردية العارية التي أتى بها جويليو رومانو إلى مانتوا من صورة التي رسمتها في روما مع روفائيل، وهكذا شع الفن الوثني من حصن المسيحية الحصين إلى العالم.

وكانت السنون الأخيرة من حياة إزبلا فترة امتزج في كأسها الحلو بالمر،


(١) إن اشتقاق هذا اللفظ ومعناه غير معروفين على وجه التحقيق.
(٢) لفظ معرب يدل على المسافة بين المنحنى الخارجي لعقد الزاوية القائمة التي تقوم فوق أحد طرفيه (عمارة) ويسمى بالإنجليزية spandrel.