للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

Vatican ( مدينة الفاتيكان) ضاحية صغيرة على الضفة الأخرى من النهر مقابلة لوسط المدينة مكدّسة حول ضريح القديس بطرس المتهدّم. وكانت بعض الكنائس مثل كنيسة سانتا ماريا مجيوري (القديسة مريم الكبرى) أو سانتا تشيتشيليا جميلة من داخلها ولكنها بسيطة من خارجها؛ ولم يكن في روما كنيسة تضارع كنيسة فلورنس أو ميلان؛ أو دير يضارع التشيرتوزا دي بافيا Certosa di Pavia، كما لم يكن فيها قاعة عامة تسمو إلى مكانة البلادسافينشيو (قصر فيتشيو) أو، كما لم يكن فيها قاعة عامة تسمو إلى مكانة البلادسافينشيو (قصر فيتشيو) أو الكاستيلوا اسفورديسكو Casello Sforzesco أو حتى البلاتسا بيليكو (القصر العام) في سينا. وكانت شوارع المدينة كلها تقريباً أزقة موحلة أو متربة؛ وقليل منها مرصوف بالحصباء. ولا يضاء فيها أثناء الليل إلاّ عدد قليل؛ ولم تكن تكنس إلاّ في أخص المناسبات، كعيد عام أو دخول شخصية جد خطيرة دخولاً رسمياً.

وكان عماد المدينة من الناحية الاقتصادية يجيء بعضه من المراعي وإنتاج الصوف، والماشية التي ترعى في الحقول القريبة منها، ولكن الجزء الأكبر منه يجيء من إيراد الكنيسة. وكانت الزراعة قليلة أو منعدمة، والتجارة أقل من القليل، أما الصناعة والتجارة الخارجية فقد كادتا تختفيان من الوجود لافتقارهما إلى الحماية وتعرضهما لاعتداء اللصوص وقطّاع الطريق. ولم تكد توجد في المدينة طبقة وسطى ـ فلم يكن فيها إلاّ الأشراف، ورجال الدين، والعامة- وكان الأشراف يمتلكون كل ما لم يقع في حوزة الكنيسة من الأراضي إلاّ القليل الذي لا يستحق الذكر، وكانوا يستغلون الفلاحين بلا وازع من رحمة ولا ضمير خليقين بالمسيحي الصحيح. وكانوا يقضون على العصيان بقسوة، ويتقاتلون فيما بينهم على أيدي الأوشاب السفاحين الأشدّاء، الذين يحتفظون بهم ويدربونهم على الضرب والفتك لينفذوا أغراضهم. واغتصبت الأسر الكبيرة- وخاصة أسرة كولنا وأسرة أرسيني- المقابر والحمامات، ودور التمثيل، وغيرها من المنشآت القائمة