فاتيكانا) والحجرات التي نقشها رفائيل فيما بعد. واستدعى بينيديتو بنتفجلي من بروجيا، واندريا دل كستنانيو من فلورنس لينقشوا رسوماً جصية - لم يبق لها أثر الآن - على جدران الفاتنكان؛ وأقنع الراهب أنجيلكو - وكان وقتئذ شيخاً طاعناً في السن - بأن يعود إلى روما لينقش في معبد البابا نفسه قصص القديس اصطفانوس، والقديس لورنس، وفكر في أن يهدم باسلقا القديس بطرس المتداعية، وأن يشيّد فوق قبره أروع كنيسة في العالم، وقُدّر ليوليوس الثاني أن يشرع هو في تحقيق هذا الغرض الجليل.
وكان يأمل أن يحصل على ما يلزمه من المال لتحقيق هذه الأغراض كلها مما يرد إلى روما في ذلك العيد القريب. وأعلن نقولاس أن هذا العيد سيكون احتفالاً بعودة السلام والوحدة إلى الكنيسة؛ ووافق ذلك هوى في نفوس شعوب أوربا. وتوافد الحجاج من جميع أنحاء العالم المسيحي اللاتيني بكثرة لم يسبق لها من قبل مثيل، وشبّههم شهود عيان بأسراب من النمل، وبلغ الزحام في روما درجة اضطر معها البابا إلى أن يحدد أقصى مدة يقيمها أي زائر فيها بخمسة أيام في أول الأمر، ثم بثلاثة، ثم بيومين اثنين. وحدث في يوم من الأيام أن قتل مائتا شخص حين تدافع الناس فهووا في نهر التيبر. فما كان من نقولاس بعدئذ إلاّ أن أمر بهدم بعض البيوت ليفسح الطريق إلى كنيسة القديس بطرس. وجاء الحجاج معهم بهدايا فاقت في قيمتها ما كان يتوقعه نقولا نفسه، ووفت بنفقات مبانيه الجديد، وما خصصه من المال للعلماء والمخطوطات (١٧). وعانت المدن الإيطالية الأخرى نقصاً في النقود لأن الأموال "كلها تدفقت في روما" ولكن أصحاب النزل في روما، ومبدّلي النقود والصيارفة، والتجار جنوا أرباحاً طائلة، حتى استطاع نقولاس أن يودع في مصرف آل ميديتشي وحده مائة ألف فلورين (٢. ٥٠٠. ٠٠٠؟ دولار)(١٨). واشتد تذمر البلاد الواقعة وراء جبال الألب من انصباب الذهب إلى إيطاليا.