المتحمسين من يحلم بإعادة الجمهورية الرومانية (٤٠).
وتقدم أحد المواطنين إلى الشرطة البابوية في أوائل عام ١٤٦٨ بتهمة قال فيها إن المجمع العلمي يأتمر بالبابا ليخلعه ويعتقله. وأيد التهمة بعض الكرادلة، وأكدوا للبابا أن إشاعة راجت في روما تقول إنه سيموت بعد وقت قصير. وأمر بولس باعتقال ليتوس، وبلاتينا وغيرهما من زعماء المجمع، فكتب بمبونيوس معتذراً متذللاً ومعلناً اعترافه بالدين القويم؛ فأطلق سراحه بعد العقاب اللائق بأمثاله، وواصل محاضراته ولكنه حرص على أن يجعلها مطابقة للدين، حتى أن أربعين من الأساقفة شيعوا جنازته بعد موته (١٤٩٨) أما بلاتينا فقد عذب ليقر بوجود مؤامرة. ولم يعثر قط على دليل يثبت وجودها، ولكن بلاتينا ظل في السجن عاماً كاملاً رغم ما كتب من رسائل الاعتذار التي تزيد على عشر. وأعلن بولس حل المجمع بحجة أنه معشش الإلحاد، وحرّم تدريس الآداب الوثنية في مدارس روما. وأجاز البابا الذي خلفه إعادة فتح المجمع بعد أن عدل وأصلح، وعهد إلى بلاتينا بعد أن تاب وأناب الإشراف على مكتبة الفاتيكان؛ وفيها وجد المادة التي أخذ منها سيرته الواضحة الظريفة للبابوات، ولمّا وصل في كتابته إلى بولس الثاني انتقم لنفسه منه، ولعله لو احتفظ بتهمه لسكستس الرابع لكان أكثر عدلاً وإنصافاً.