للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكتّاب المفصولين إلى مناصبهم، فلمّا رفض بولس طلبه وجّه إليه خطاب تهديد، فأمر بولس بالقبض عليه، وأبقاه أربعة أشهر في سانت أنجيلو، مقيداً بسلاسل ثقال. واستطاع الكردنال جندساجا أن يطلق سراحه، ولكن بلاتينا كان يسعه، كما ظن بولس، أن يظل يترقب فرصته.

وكان زعيم الإنسانيين في روما هو يوليو بمبونيو ليتو Julio Pomponio Leto، ويقال إنه ابن غير شرعي للأمير ساتسفرينو من سالرنو. ووفد يوليو على روما في شبابه، واتصل بفلا وأصبح من تلاميذه، خلفه أستاذاً للغة اللاتينية في الجامعة. وأولع بالأدب الوثني ولعاً جعله يعيش في روما كما كانت في أيام كاتو وقيصر ومعاصريهما لا كما هي في عهد نقولاس الخامس أو بولس الثاني. وكان أول من نشر كتابي فارو Varro وكولوملا القديمين في الزراعة، واتبع القواعد التي وضعاها في العناية بكرومه. وبقى الرجل قانعاً راضياً بشعره العلمي، يقضي نصف وقته بين الآثار التاريخية، يتحسر على نهبها وتخريبها، وصبغ اسمه صبغة لاتينية فسمة نفسه بمبونيوس لينوس، وكان يسير إلى حجرة دراسته في ثياب رومانية. وقلّما كانت قاعة من القاعات تتسع للجموع التي تحتشد عند مطلع الفجر لتستمع إلى محاضراته، وبلغ من شدة الزحام أن كان بعض الطلاب يفدون في منتصف الليل كي يجدوا لهم مكاناً. وكان يحتقر الدين المسيحي، ويتهم وعاظه بالنفاق، ويدرب تلاميذه على آداب الرواقيين لا على آداب المسيحيين. وقد جعل بيته متحفاً للعاديات الرومانية، وملتقى لطلاب المعارف الرومانية ومعلميها؛ وقد نظمهم حوالي عام ١٤٦٠ في مجمع علمي روماني، اتخذ أعضاؤه لهم أسماء رومانية، وسموا أبناءهم وقت تعميدهم أسماء رومانية أيضاً، واستبدل بالدين المسيحي عبادة دينية هي عبادة عبقرية روما؛ ومثل مسالي لاتينية، واحتفل بتأسيس روما احتفالات وثنية سمى الأعضاء الذين يقومون بالخدمة فيها القديسين وأطلق على ليتوس اسم الكاهن الأعظم وكان من الأعضاء