القتل، وقال للمتآمرين "افعلوا ما شئتم على شريطة أن تتجنبوا القتل"(٤٣). وأسفرت هذه الأعمال عن حرب دامت (١٤٧٨ - ١٤٨٠) حتى هدد الأتراك باجتياح إيطاليا. فلمّا زال هذا الخطر، أتيحت لسكستس مرة أخرى فرصة تحرير الولايات البابوية. وحدث في أواخر عام ١٤٨٠ أن انقرضت أسرة أرديلفي Ordelaffi في فورلي، وأن طلب أهلها إلى البابا أن يستولي على المدينة، فما كان من سكستس إلاّ أن أمر جيرولامو أن يتولى حكم إمولا وفورلي جميعاً. وعرض جيرولامو أن تكون الخطوة التالية هي الاستيلاء على فيرارا، وأقنع سكستس وحكومة البندقية بأن يشتركا في حرب يشنونها على الدوق إركولي Ercole (١٤٨٢) . وبعث فيرانتي صاحب نابلي جنداً للدفاع عن صهره؛ وساعدت فلورنس وميلان أيضاً فيرارا، وهكذا وجد البابا أنه قد ألقى بإيطاليا كلها في أتون الحرب وهو الذي بدأ عهده بالسعي إلى نشر لواء السلام على ربوع أوربا. وأحاطت به نابلي من الجنوب، وفلورنس من الشمال، وأزعجه اضطراب الأحوال في روما، فعقد الصلح مع فيرارا بعد عام من الفوضى وسفك الدماء. ولمّا رفض البنادقة أن يحذوا حذو هاتين المدينتين أصدر قراراً بحرمانهم، وانضم إلى فلورنس وميلان في محاربة حليفته السابقة.
وكان أعيان العاصمة قد شهروا أن من حقهم أن يجددوا منازعاتهم التي تُسَرُّ بها نفوسهم متبعين في ذلك سنّة الرئيس الديني المحب للحرب. وكان من العادات المألوفة الطريفة في روما أن ينهب قصر الكردنال حين يختار بابا. وحدث حين كان أهالي روما ينهبون قصر أحد كرادلة آل روفيري أن أصيب شاب من أعيان المدينة يدعى فرانتشيسكو دي سانتا كروتش Francesco di Santa Croce بجرح من بد أحد أبناء أسرة فالي Vall وثأر هذا الشاب لقريبهم بشج رأس فرانتشيسكو. وثأر برسبيرو دي سانتا كوتشي بأن قتل بيرو مرجاني Piero Margani. وانتشر القتال في جميع أنحاء المدينة، وانضمت أسرة أرسيني والقوات البابوية إلى سانتا كروتشي،