المطرزة، وعلى الحاشية الفخمة، وحيوانات الصيد التي تكلفه الأموال الطائلة، وعلى مناصرة المصورين، والشعراء، والعلماء. وكانت حفلاته ـ ومنها مأدبة دامت ست ساعات استقبل فيها هو وجوليانو Guiliano ابن عمه في روما أليونورا Eleonora ابنة فيرانتي Ferrante. وقد بلغ البذخ فيها درجة لم ير لها نظير منذ أيام لوكلس Lucullus أو نيرون. وأخل السلطان باتزان عقله فقام برحلة كرحلات القواد المظفرين في فلورنس، وبولونيا، وفيرارا، والبندقية، وميلان، كرم في كل واحدة منها كما يكرم كل أمير يجري في عروقه الدم الملكي، وكان يعرض فيها عشيقاته يرتدين أفخم الثياب، وكان في هذه الرحلات يعد العدة ليكون بابا بعد ممات عمه أو قبل مماته. ولكنه توفي قبل أن يعود إلى روما (١٤٧٤) من إسرافه على نفسه. وكان وقتئذ في الثامنة والعشرين من عمره بعد أن أنفق ٢٠٠. ٠٠٠ دوقة في عامين وبعد أن استدان ستين ألفاً أخرى (٤٢). وعين أخوه جيرولامو قائداً لجيوش البابا، وسيداً لامولا Imola وفورلي Forli. وقد تحدثنا عنه بما فيه الكفاية عند كلامنا على هذين البلدين. وعين ابن أخ آخر للبابا مديراً لشرطة روما، ولمّا مات دلا روفيري الذي يحتاج إلى باب خاص في هذا الكتاب حين يصبح البابا يوليوس الثاني. وكانت حياته طيبة صالحة إلى حد معقول، وقد ارتفع إلى عرش البابوية بعد أن تغلب على كل ما في طريقه من صعاب بقوة عقلة وخلقه.
وأحدثت الخطط التي وضعها سكستس لتقوية الولايات البابوية اضطراباً لدى الحكومات الإيطالية الأخرى. فقد كان لورندسو ده ميديتشي كما ذكرنا من قبل يعمل على ضم إمولا لفلورنس؛ ولكن سكست سبقه في مسعاه واتخذ آل باتسي Pazzi مصرفيين للبابوية بدل الميديتشيين؛ فما كان من لورندس إلاّ أن عمل على خراب آل باتسي المالي؛ ورد هؤلاء بأن حاولوا قتله. ووافق سكستس على المؤامرة ولكنه استنكر