الحرب بقوة ارتاع لها أهل زمانه. لقد كان موت ألف رجل عند كامبومورتو خسارة في الأرواح أكبر مما حدث في أية معركة شبت نارها حتى ذلك الوقت في إيطاليا أثناء النهضة. وكان ممّا زاد انحطاط الأخلاق في بلاط روما التحيز للأقارب بلا مبالاة، وبيع الرتب الكهنوتية بلا حياء، والقصف الفاحش الذي كان سنّة يجري عليها أقارب البابا. بهذه الأساليب وغيرها مهّد سكستس السبيل إلى إسكندر السادس، وكان له نصيب في انحلال إيطاليا الأخلاقي، لأنه استجاب لدواعي هذا الانحلال. وكان سكستس هو الذي نصّب توركويمادا Torquemada رئيساً لمحكمة التفتيش الأسبانية؛ وسكستس هو الذي أثار ما في روما من وباء الهجاء والإباحية فخوّل محكمة التفتيش الحق في أن تحرّم طبع أي كتاب لا ترغب هي في طبعه. وكان خليقاً عند موته بأن يعترف بأنه عاجز عن القيام بأمور كثيرة - ضد لورندسو، ونابلي، وفيرارا، والبندقية، وحتى آل كولنا أنفسهم لم يكونوا قد أخضعوا بعد. لكنه نجح نجاحاً باهراً في ثلاثة أمور: فقد جعل روما مدينة أصح وأكثر جمالاً مما كانت قبله، وحباها بالهواء الطلق الذي أفاد أهلها قوة، وأعاد البابوية إلى مكانها بين أقوى الدول الملكية في أوربا.