قد نشأ في جو التساهل الأخلاقي الذي كان يسود إيطاليا في القرن الخامس عشر، حيث يرى كثيرين من رجال الدين والقساوسة يبيحون لأنفسهم التمتع بالنساء، فقد قرر ردريجو أن يستمتع بكل النعم التي منحهم ومنه إياها الله سبحانه. يروى أن بيوس الثاني لامه مرة لحضوره "رقصاً خليعاً مثيراً للشهوات" ١٤٦٠، ولكن البابا قبل اعتذار ردريجو وأبقاه نائباً لقاضي القضاة ومعينه وموضع ثقته (١). وفي ذلك العالم ولد لردريجو ابنه الأول بدرو لويس Pedro Luis أو جيء له به، وولدت له كذلك ابنته جيرولاما التي تزوجت في عام ١٤٨٢ (٢). أو جيء له بها. ولسنا نعرف من كانت أم ابنة أو ابنته. وعاش بدرو في أسبانيا حتى عام ١٤٨٨ثم انتقل في ذلك العام إلى روما حيث مات بعد مجيئه إليها بقليل. ورافق ردريجو بيوس الثاني إلى أنكونا في عام ١٤٦٤ وهناك أصيب بمرض تناسلي خفيف "لأنه لم ينم بمفرده" على حد تعبير طبيبه (٣).
ثم عقد حوالي عام ١٤٦٦ صلة أكثر دواماً من صلاته النسائية السابقة مع فانتسا ده كاتاني Vanozza de' Catanei، وكانت وقتئذ في حوالي الرابعة والعشرين من العمر. وكان من سوء الحظ أنها تزوجت بدومينيكو دا رنيانو Domenico d'Arignano ولكن دومينيكو تركها في عام ١٤٧٦ (٤). وولدت فانتسا لردريجو (الذي أصبح قساً في عام ١٤٦٨) أربعة أبناء: جيوفني في عام ١٤٧٤، وسيزاري في عام ١٤٧٦، ولكرديسيا في ١٤٨٠، وجيوفري في ١٤٨١. وقد نسب هؤلاء إلى فانتسا على شاهد قبرها. واعترف بهم ردريجو أبناء له في أوقات مختلفة (٥). ويوحي وجود هؤلاء الأبناء به واحداً بعد واحد وجود علاقة بين ردريجو وفانتسا بمفردها (١)؛ ولعل الكردنال بورجيا إذا قورن بغيره من رجال الكنيسة يمتاز بقسط من الوفاء والاستقرار
(١) وقد كان رسكو Roscoe حكيماً حين قال: "يبدو أن علاقته بفانتسا كانت علاقة إخلاص وانتظام؛ وأنه كان يراها زوجة شرعية، وإن كانون القانون ينكرها بطبيعة الحال" (٦).