في علاقاته النسائية. وكان أباً خيّراً رحيماً؛ وكان مما يؤسف له أن ما بذله من الجهود لترقية أبنائه في المناصب الكنسية لمن يكن على الدوام مما يرفع من شأن الكنسية. ولمّا أن تطلع ردريجو إلى كرسي البابوية وجد لفانتستا زوجاً متسامحاً، وعمل على أن تعيش في رخاء ونعيم. وقد ترملت مرتين، وتزوجت بعد ترملها، ثم عاشت في عزلة بعيدة عن المظاهر الفخمة، وابتهجت حين علا صيت أبنائها وأثروا، وحزنت لفراقها إياهم، واشتهرت بعدئذ بالتقي والصلاح، وتوفيت في السادسة والسبعين من عمرها. (١٥١٨)؛ وأوصت بأملاكها العظيمة القيمة للكنيسة. وأرسل ليو العاشر رئيس تشريفاته للاشتراك في موكب جنازتها (٧).
وإنا لنخطئ في فهم معنى التاريخ إذا حكمنا على أسكندر السادس من وجهة النظر الأخلاقية في عصرنا هذا ـ أو على الأصح في أيام شبابنا. وكان معاصروه ينظرون إلى خطيئاته الجنسية قبل أن يرقى عرش البابوية على أنها آثام مرذولة حسب قوانين الكنيسة لا أكثر، ولكنهم يرونها بالنسبة للجو الأخلاقي السائد في زمانه من الصفات التي يتسامح فيها ويعفى عنها، بل إن الرأي العام حتى أثناء الجيل المحصور بين الوقت الذي أنب فيه بيوس ردريجو على استهتاره وارتقائه عرش البابوية قد أصبح اكثر تسامحاً في نظره إلى الانحراف الجنسي وعدم إطاعة قانون الكنيسة الذي يفرض العزوبة على رجال الدين. بل إن بيوس الثاني نفسه كان له أطفال من عشيقاته في أيام شبابه، قبل أن ينتظم في سلك رجال الدين، ولقد دعا هو نفسه في وقت من الأوقات إلى إباحة زواج القساوسة؛ كذلك كان لسكستس الرابع عدة أبناء، وجاء إنوسنت الثامن بأبنائه إلى الفاتيكان. ولقد ندد بعضهم بأخلاق ردريجو، ولكن يبدو أن أحداً لم يذكر شيئاً عن هذه الأخلاق حين انعقد المجلس المقدس ليختار خلفاً إنوسنت. وكان خمسة بابوات منهم نقولاس الخامس ذو الفضائل المعقولة قد عينوه في مناصب موفورة الدخل خلال تلك السنين كلها، وعهدوا إليه بمهام شاقة ووضعوه في مناصب عظيمة