للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ضعف البابوية من الناحية الزمنية منذ أيام بنيفاس الثامن (المتوفى عام ١٣٠٣) قد ترك لهؤلاء النبلاء سيادة إقطاعية على ضياعهم شبيهة بما كان لأمراء الإقطاع في العصور الوسطى، فكانوا يسنون لأنفسهم قوانينهم، وينظمون جيوشهم، ويحاربون، كلما شاءوا، حروبهم الخاصة غير مبالين بالبابوات أنفسهم، وقد أدى هذا كله إلى اضطراب النظام وكساد التجارة في لاتيوم. ولم يمض على ارتقاء الإسكندري عرش البابوية إلاّ قليل من الوقت حتى باع فرانتشيسكتستو كسيبو إلى فرجينو أرسيني Virginio Orisini ضياعاً خلفها له والده إنوسنت الثامن بمبلغ ٤٠. ٠٠٠ دوقة (٥٠٠. ٠٠٠ دولار)؛ ولكن أرسيني هذا كان ضابطاً كبيراً في جيش نابلي؛ وكان قد تلقى من فيرانتي الجزء الأكبر من المال الذي ابتاع به الضياع، والواقع أن نابلي كانت قد امتلكت في الأراضي البابوية حصنين ذوي مركزين حربيين خطيرين (٢٢). ورد الإسكندر على هذا بأن عقد حلفاً مع البندقية، وميلان، وفيرارا، وسينا، وبتجنيد جيش، وتحصين الأسوار القائمة بين سانت أنجيلو والفاتيكان. وخشي فرديناند الثاني ملك أسبانيا أن يؤدي الهجوم المشترك على نابلي إلى القضاء على سلطان أرغونة في إيطاليا، فأقنع الإسكندر وفيرنتي أن يتفاوضا؛ ونفح أرسيني البابا بأربعين ألف دوقة نظير احتفاظه بالأملاك التي اشتراها، وخطب الإسكندر لابنه جيوفري، وكان وقتئذ في الثالثة عشرة من عمره، سانتشيا Sancia حفيدة ملك نابلي الحسناء (١٤٩٤).

وكافأ الإسكندر فرديناند على وساطته الموفقة بأن منحه الأمريكتين. ذلك أن كولمبس كان قد كشف "جزائر الهند" بعد شهرين من تولية الإسكندر ومنح فرديناند وإزبلا تلك البلاد. غير أن البرتغال طالبت بملك العالم الجديد بالاستناد إلى مرسوم صدر من كالكستس Calixtus الثالث (١٤٧٩)، يؤيد فيها امتلاكها جميع الأراضي الواقعة على شاطئ المحيط الأطلنطي. وردت أسبانيا على هذا بان المرسوم لم يكن يقصد غير الأراضي