الواقعة على الشاطئ الشرقي من ذلك المحيط. وكانت نيران الحرب وشيكة الاشتعال بين الدولتين حين أصدر الإسكندر مرسومين (في الثالث والرابع من شهر مايو سنة ١٤٩٣) يمنحان أسبانيا جميع الأراضي المكتشفة في غرب خط وهمي يمتد من أحد القطبين إلى القطب الثاني على بعد مائة فرسخ إسباني من جزائر أزوره والرأس الأخضر، كما يمنح البرتغال جميع الأراضي المكتشفة في شرقه، مشترطاً ألاّ تكون الأراضي ما يسكنه المسيحيون، وأن يبذل الفاتحون كل ما أوتوا من جهد في أن ينشروا الدين المسيحي بين رعاياهم الجدد. ولم تكن "منحة" البابا بطبيعة الحال إلاّ تأييداً لحق الفتح بالسيف، ولكنها حافظت على السلم في شبه جزيرة أيبريا؛ ويبدو أن أحداً لم يفكر قط في أن لغير المسيحيين أي حق في الأراضي التي يسكنونها.
وإذا كان في مقدور الإسكندر أن يوزع القارات، فقد وجد كثيراً من الصعوبة في الاحتفاظ بالفاتيكان. فقد حدث عقب وفاة فيرنتي صاحب نابلي (١٤٩٤) أن استقر رأي شارل الثامن على غزو إيطاليا وإعادة نابلي إلى أملاك فرنسا. وخشي الإسكندر أن يخلع من عرشه فخطا تلك الخطوة الخطيرة وهي طلب المعونة من سلطان الأتراك. ولهذا بعث في شهر يولية من عام ١٤٩٤ بأمين له يدعى جيورجيو بتشياردو Giorgio Bocciardo ليحذر بايزيد الثاني من عزم شارل على دخول إيطاليا والاستيلاء على نابلي، وخلع البابا أو السيطرة عليه، وتحريض جم على المطالبة بعرش آل عثمان، واستغلال هذا في حرب صليبية ضد القسطنطينية. وعرض الإسكندر أن ينضم إلى البابوية، ونابلي، ضد فرنسا، وربما انضمت إليهم أيضاً البندقية. واستقبل بايزيد بنتشياردو بالحفاوة المأثورة عن الشرقيين، ورده بالأربعين ألف دوقة المستحقة عليه نظير نفقات جم يصحبه رسول من عنده إلى الإسكندر. ولمّا وصل بتشياردو إلى سنغاليا Sengallia قبض عليه