للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يوثق بها عادة. ففيها نجد تحت تاريخ ١٠ أكتوبر من عام ١٥٠١ وصفاً لعشاء في جناح سيزاري يورجيا في قصر الفاتيكان، أخذت فيه العاهرات العاريات يجرين وراء عدد من الكستناءات نثرت على الأرض والإسكندر ولكريدسيا ينظران إليهن (٩١). وتظهر هذه القصة أيضاً في أقوال المؤرخ البروجي ماتارتسو الذي ينقلها عن بركهارد (لأن اليوميات كانت لا تزال سراً مكنوناً) بل أخذها عن الشائعات التي انتشرت من روما في أنحاء إيطاليا ويقول: "إن هذا كان معروفاً في طول البلاد وعرضها" (٩٢). فإذا كان هذا صحيحاً فإن من العجيب ألاّ يرد له ذكر في تقرير سفير فيرارا، وقد كان وقتئذ في روما، وعهد إليه فيما بعد أن يفحص عن اخلاق لكيدسيا، وهل تليق بأن تتزوج ألفنسوا ابن الدوق إركولي. بل إن هذا السفير قد أثنى عليها أعظم الثناء في تقريره هذا (كما نرى ذلك بعد)؛ فإمّا أن يكون الإسكندر قد رشاه وإمّا أنه لم يلتفت إلى الشائعات التي لا يقوم عليها الدليل. ولكن ترى كيف وصلت هذه القصة إلى يوميات بركهارد؟ فهو لا يدّعي أنه كان من الحاضرين في هذا المجلس، ومن أبعد الأشياء أن يكون من حاضريه لأنه كان من ذوي الأخلاق القويمة. وهو لا يضمن مذكراته عادة إلاّ ما يشهده من الحوادث، أو ما ينقل إليه مؤيداً بالدليل. ترى هل أقحمت القصة إقحاماً في المخطوط؟ إن كل ما بقى من المخطوط الأصلي لا يزيد على ست وعشرين صفحة تبحث كلها في أحوال الفترة التي أعقبت مرض الإسكندر الأخير. أما ما بقى من اليوميات فإنه لا توجد منه إل نسخ منقولة عنها، وكل هذه النسخ تذكر القصة، ولربما كانت قد دسها فيها كاتب معاد ظن أنه يستطيع تفكهة التاريخ الجاف بقصة من القصص الطريفة، أو لعل بركهارد قد أجاز مرة للشائعات أن تتسرب إلى مذكراته، أو لعل النسخة الأصلية قد نبهت إلى أن هذه القصة من الشائعات لا أكثر، وأكبر الظن أن هذه القصة تعتمد على مأدبة أقيمت فعلاً، وأن الزخرف المكفهر قد أضافه إليها الحقد أو الخيال. وقد كتب