بولس، وبعض السمك المحمر الذي أكل منه القديس لورنس، وبعض الحجارة التي قتلت القديس استيفن (٧).
وكان الاعتقاد السائد أن لكل جسم - بل لكل عدد وكل حرف - قوة سحرية. ويقول أرتينو إن بعض العاهرات الرومانيات كن يطعمن عشاقهن لحم الجثث البشرية المتعفنة يسرقنه من المقابر ليقوين به باههم (٨). وكانت الرقى تستخدم لألف غرض من الأغراض؛ ويقول أبوليان إنك إذا تلوت الرقبة الصحيحة استطعت أن تقي نفسك شر الكلاب. وكانت الأرواح الخيرة والشريرة تملأ الهواء؛ وكثيراً ما كان الشيطان يظهر بنفسه أو يلبس جسم من ينيبه ليغوي أو يرهب، أو يخدع، أو ينفث القوة أو العلم فيمن يريد؛ وكان لدى العفاريت طائفة لا تنفد من العلم الخفي يستطيع المرء أن ينال منها إذا استطاع أن يستميلها إليه بطريقة خاصة. وظل بعض رهبان الكرمل المقيمين في بولونيا (حتى أدانهم سكستس الرابع في عام ١٤٧٤) يعلمون الناس أن لا ضرر مطلقا من أخذ العلم عن الشياطين (٩)، وكان السحرة المحترفون يعرضون رقاهم المجربة الصحيحة التي ينالون بها معونة الشياطين على من يؤدون ثمنها من الطالبين. وكان المعتقد أن الساحرات- ونقول الساحرات لأنهن كن في العادة من النساء- أقدر بنوع خاص على الاتصال بأولئك العفاريت الذين يقدمون هذا العون، وكن يعاملنهم كأنهم عشاقهن أو آلهة لهن. وكانت اللاتي خُلعت عليهن هذه القوى الشيطانية يستطعن- كما يعتقد الناس- أن يتنبأن بالمستقبل، ويطرن في أقصر اللحظات مسافات شاسعة، ويدخلن من الأبواب المغلقة صغيرة أو كبيرة، ويصبن بشرهن المستطير من يسيء إليهن من الناس. وكان في مقدورهن أن يبعثن في النفوس الحب أو البغض، ويحدثن الإجهاض، ويصنعن السم، ويحدثن الموت برقية أو نظرة.
وأصدر إنوسنت الثامن في عام ١٤٨٤ مرسوما بابويا يحرم في الالتجاء