إلى الساحرات، ويسلم فيه بصحة بعض ما يدعينه من القوى، ويعزو إليهن بعض العواصف والأوبئة، وشكا من أن بعض المسيحيين، الذين حادوا عن الشعائر الدينية الصحيحة، كانوا قد اتصلوا اتصالا جسميا بالشياطين، وأنهم استعانوا بالرقى، والعبارات السحرية المسجعة؛ واللعنات، وغيرها من الفنون الشيطانية. فاوقعوا ضرراً شديداً ببعض الرجال والنساء، والأطفال، والحيوانات (١٠). وأشار البابا على عمال محاكم التفتيش أن يكونوا يقظين حذرين من هذه الأعمال. ولم يفرض هذا المرسوم على الناس الإيمان بالسحر على أنه من العقائد الرسمية للكنيسة. ولم يبدأ به عقاب الساحرات؛ ذلك أن اعتقاد الناس بوجود الساحرات، وعقابهن في بعض الأحيان قد حدث قبل صدور هذا المرسوم بزمن طويل. وكان البابا حين أصدره أميناً على ما جاء في العهد القديم إذ يقول:"لا تدع ساحرة تعيش"(١١). وكانت الكنيسة قد ظلت قروناً طوالاً تؤمن بإمكان تأثير الشياطين في الآدميين (١٢). ولكن افتراض البابا حقيقة وجود السحر قد قوى الاعتقاد بصحته ولكن افتراض البابا حقيقة وجود السحر قد قوى الاعتقاد بصحة هذا التأثير، وكان التحذير الذي وجهه لأعضاء محكمة التفتيش بعض الأثر في اضطهادات الساحرات (١٣). فقد حدث في العام الأول بعض هذا المرسوم أن حرقت إحدى وأربعون امرأة في كومو وحدها بتهمة أنهن من الساحرات (١٤). وقضى المفتشون في بريشيا عام ١٤٨٦ على عدد من الساحرات المزعومات بأن يسلمن إلى السلطة الزمنية أي أن يعدمن، ولكن الحكومة رفضت تنفيذ الحكم، وغضب لذلك إنوسنت أشد الغضب (١٥). وسارت الأمور سيرا أكثر من هذا انسجاما بين السلطتين في عام ١٥١٠، فنحن نسمع أن ١٤٠ امرأة قد أحرقن في بريشيا متهمات بالسحر، وفي عام ١٥١٤ في بابوية ليو الرحيم الظريف أحرق ثلاثمائة أخريات في كومو (١٦).
وازداد عدد الأشخاص الذين يعتقدون. أو يعتقد غيرهم فيهم