Euginio Tarralba، الذي اتهمته محكمة التفتيش الأسبانية في عام ١٥٢٨، أنه كان في شبابه يأخذ العلم في روما على ثلاثة من المعلمين يقولون كلهم إن النفس هالكة (٦٦). ودهش إرمس إذ وجد في روما أن المبادئ الأساسية للدين المسيحي كانت موضوعات للجدل المتشكك بين الكرادلة أنفسهم؛ وأن واحداً من رجال الكنيسة أخذ يشرح له سخف الاعتقاد بحياة في الدار الآخرة؛ وكان غيره يسخرون من المسيح والرسل؛ وكان غيرهم، كما يؤكد إرزمس نفسه، يقولون إنهم سمعوا كبار الموظفين البابويين ينكرون القداس ويسبونه (٦٧). أما الطبقات الدنيا فقد ظلت مستمسكة بأيمانها، كما سنرى بعد؛ وما من شك في أن الآلاف المؤلفة الذين أنصتوا إلى سفنرولا كانوا يؤمنون بما يسمعون؛ ولنا في المثل الذي ضربه فتوريا كولنا ما يدل على أن التقى قد يبقى مع العلم. لكن سهام الشك كانت قد نفذت في العقيدة الكبرى؛ وكانت روعة أسطورة العصور الوسطى قد لوثها ما تراكم عليها من ذهبها.