تسموا باسم البرنابيين Barnabites نسبة إلى كنيسة القديس برنابا St. Barnabas. ووضع كارفا برنامجاً طيباً لإصلاح رجال الدين في البندقية، وحاول جيبرتي إدخال إصلاحات مثلها في أقفية فيرون (١٥٣١ - ١٥٢٨). وأصلح إجيديو كانيسيو Egidio Canisio أحوال النساك الأوغسطينيين، وكذلك أدخل جريجريو كرتيزى Gregoreo Cortese إصلاحات شبيهة بإصلاحاته بين الرهبان البنديكتيين في بدوا.
وكان أكبر ما بذل من الجهود لإصلاح الأديرة في ذلك العصر هو تأسيس طائفة الكابوتشين Capuhin Order. فقد خيل إلى ماتيو دي بسي Matteo di Bassi أحد الرهبان الفرنسيس المتزمتين من مونتى فلكونى Montefalcone أنه رأى القديس فرانسس في رؤيا وأنه سمعه يناديه بقوله: "أحب أن تتبع قاعدتي بنصها، بنصها، بنصها". وعرف أن القديس فرانسس كان يلبس قلنسوة مستدقة ذات أربعة أركان، فاتخذ مثلها غطاء لرأسه. وسافر إلى روما وحصل من البابا كلمنت السابع (١٥٢٨) على إذن بانشاء فرع جديد من طائفة الرهبان الفرنسيس يمتازون من غيرهم بقلانسهم، وبالتزامهم القاعدة الأخيرة من قواعد القديس فرانسس. وكانوا يلبسون أخشن الثياب، ويمشون حفاة طول العام، ويعيشون على الخبز، والخضر، والفاكهة، والماء؛ ويراعون فروض الصيام الدقيق، وينامون في صوامع ضيقة في أكواخ فقيرة مقامة من الخشب والطين، ولا يسافرون قط إلا راجلين. ولم يكن عدد أفراد الطائفة الجديدة كبيراُ ولكنها كانت مثلا حافزاً للإصلاح الواسع الانتشار الذي تسرب إلى طوائف رهبان الأديرة والرهبان المتسولين في القرنين السادس عشر والسابع عشر (٢٠).
وقد بدأت بعض هذه الإصلاحات استجابة إلى دعوة الإصلاح البروتستنتي؛ لكن كثيراً منها قد نشأ من تلقاء نفسه، وكان شاهداً على ما في المسيحية والكنيسة من قوة حيوية كانت سبباً في نجاتهما.