بل بتأثير النجوم (١٧)؛ وهكذا تنفي كل أسطورة غيرها من الأساطير، وفي عام ١٥٠٠ أحرق جيورجيو نافارا Giorgio da Navara في بولونيا لأنه، على ما يظهر، أنكر ألوهية المسيح، ولم يكن له من يحميه من الأصدقاء أصحاب النفوذ. وفي ذلك العام نفسه أعلن أسقف أرندا Aranda أن ليس ثمة جنة ولا نار، وأن صكوك الغفران ليست إلا وسيلة لجمع الأموال، ولم يوقع عليه مع ذلك أي عقاب (١٨). وفي عام ١٥١٠ أراد فردناند الكاثوليكي أن يدخل محاكم التفتيش في نابلي، ولكنه لقى مقاومة عنيفة من جميع السكان على اختلاف طبقاتهم اضطر معها إلى التخلي عن هذه المحاولة (١٩).
وكان في وسط هذا الانحلال الكنسي عدة مراكز للإصلاح الطيب من ذلك أن البابا بيوس الثاني أبعد أحد رؤساء الرهبان الدومنيكيين من مركزه، وأدخل النظام في أديرة البندقية، وبرتشيا، وفلورنس، وسينا وفي عام ١٥١٧ أنشأ سادوليتو، وجيبيرتي Geberti، وكارفا Caraffa وغيرهم من رجال الكنيسة "محراب الحب القدسي" ليكون مركزاً لأتقياء الرجال الذين يريدون ملجأ مما في روما من انهماك وثني في مفاتن الدنيا. وفي عام ١٥٢٣ أنشأ كارفا طائفة الثياتين Theatines، التي يعيش فيها القساوسة غير المنتمين إلى طوائف الرهبان معيشة يستمسكون فيها بقواعد الرهبنة، من عفة، وطاعة، وفقر. ونزل الكردنال كارفا عن كل مرتباته ووزع جميع أملاكه على الفقراء؛ وحذا حذوه القديس جيتانو Saint Gaetano وهو أيضاً من مؤسسي طائفة الثياتين. وكان كثيرون من هؤلاء الأتقياء الصالحين رجالا كرام المحتد، عظيمي الثراء، وقد أدهشوا روما باستمساكهم الشديد بالقواعد التي فرضوها على أنفسهم، وبزياراتهم لضحايا الطاعون دون أن يخشوا الموت. وفي عام ١٥٣٣ أنشأ أنطونيو ماريا زكريا Antonio Maria Zaccaria طائفة مماثلة لهذه من القساوسة في ميلان، سمى أفرادها أولا قساوسة القديس بولس النظاميين، ولكنهم لم يلبثوا أن