عالياً عند باطن القدم وعند الكعب، لكي يحفظ قدميها من أقذار الشوارع؛ ومع هذا فإن وجهه الأعلى كان يصنع من الديباج الرقيق المقصب. وكانت نساء الطبقات العليا وقتئذ تستخدم المناديل، تصنع يف العادة من التيل، وكثيراً ما كانت تخطط بالخيوط الذهبية أو توشى بالمخرم (الدنتلا). كذلك كانت التنورات والثياب الداخلية توشى بالمخرم وتطرز بالحرير. وكانت الأثواب أحياناً تعلو حتى تلتف حول العنق وتمنعها من التثنى أسلاك معدنية، وكانت في بعض الأحيان ترتفع فوق الرأس. أما أغطية رؤوس النساء فكانت تتخذ مائة شكل وشكل: كان منها عمامات، وتيجان، ومناديل رأس، أو أقنعة، تمسك باللآلى، أو قلانس مقامة على أسلاك معدنية، أو شبيهة بقلانس الغلمان أو حراس الحراج … ولما زار بعض الفرنسيين مدينة مانتوا سُروا وذهلوا حين رأوا المركيزة إزبلا تلبس قلنسوة ذات ريش من الجواهر، ولكنها عارية الكتفين والصدر حتى حلمتي الثديين (٥٨). وكثيراً ما شكا الواعظون من ارتفاع صدور النساء ارتفاعاً يراد به استلفات عيون الرجال. وكانت شهوة العرى تتملك النساء أحياناً إلى حدج تخرج معه عن المعقول، حتى لقد قال ساتشتي إن بعض النساء يتعرين تماماً إذا خلعن أحذيتهن (٥٩). وكانت بعض النساء يشددن أجسامهن بمشدات يمكن تضييقها بإدارة مفتاح لها، وقد رثى بترارك "لبطونهن التي ضغطنها في غير رحمة حتى ليقاسين من الغرور آلاماً كالتي يقاسيها الشهداء لتمكسهم بالدين"(٦٠).
وتسلحت نساء الطبقات العليا في عصر النهضة بهذه الأسلحة الفتاكة فرفعن جنسهن من ورق العصور الوسطى ومن حياة الدير المحتقرة حتى أصبحن متساوين مع الرجال. فقد كانت المرأة تتحدث مع الرجل حديث الند للند في الأدب والفلسفة، وكانت تحكم الدول حكماً يتصف بالفطنة والحصافةن كما فعلت إزبلا، أو بقوة ليست كمثلها قسو الرجال كما فعلت كترينا اسفوردسا