للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت أحياناً تلبس الزرد، وتتبع زوجها إلى ميدان القتال، وتفوقه فيما يصدر من أوامر العنف والقسوة. وكانت تأبى أن تغادر المجلس حين تروى القصص البذيئة؛ ولم تكن تستحي مما تسمع، فكانت تستمع إلى الألفاظ الصريحة المكشوفة دون أن تخدش هذه الألفاظ حياءها أو تفقدها فتنتها. وكم من امرأة إيطالية في عهد النهضة سما بها عقلها أو سمت بها فضائلها إلى أرقى منزلة. نذكر منهن بيانكا مارية فسكنتي Biance Maria Visconti التي حكمت ميلان في غياب زوجها فرانتشيسكو اسفوردسا بحزم وقوة لم يسعه معهما إلا ن يقول إنه يثق بها أكثر مما يثق بجيشه كله، ثم إنها في الوقت عينه اشتهرت "بالتقى، والرأفة، وكثرة الصدقات، وروعة الجمال" (٦١) ونذكر كذلك إميليا بيو Emilia Pio التي مات زوجها وهي في نضرة الشباب، ولكنها احتفظت بذكراه إلى درجة أنه لم يعرف عنها فيما بقي من حياتها أنها شجعت رجلا ما بالالتفات إليها؛ ولكريدسيا تورنابوني Lucrezia Tornaboni أم لورندسو الأفخم ومشكلة أخلاقه، والزبتا جندساجا، وبيتريس دست، ولكريدسيا بورجيا الظريفة المفترى عليها وكترينا كرنارو Caterina Cornaro التي جعلت أسولو Asolo مدرسة الشعراء والفنانين، والرجال المهذبين، وفيرونيكا جمبارا Veronica Gamdara الشاعرة صاحبة الندوة في كريجيو Correggio؛ وفتوريا كولنا ربة ميكل أنجيلو التي لم يممسها بشر.

وتمثلت في فتوريا، دون ما زهو وخيلاء، جميع الفضائل الهادئة التي كانت للبطلات الرومانيات في عهد الجمهورية، ثم جمعت إلى هذه الفضائل أنبل الصفات المسيحية. وكانت فرع شجرة طيبة ممتازة. فكان والدها فيريدسيو كولنا Fabrizio Colonna، كبير رجال الشرطة في نابلي، وأمها أنيزي ده منتيفيلتر و Agnese de Montafeltro ابنة فيديريجو دوق أربينو المتبحر في العلم: وقد خطبت وهي في سن الطفولة لفيرانتي فرانتشيسكو دا فالوس Ferrante Francesco d'aAvalos مركيز بيسكارا؛